201

بالاسلام الا دخل فيه، وقد دخل في تينك السنتين مثل من كان دخل في الاسلام قبل ذلك أو أكثر (قال): ويدلك عليه أنه صلى الله عليه وآله خرج إلى الحديبية في ألف وأربعمائة، ثم خرج بعد سنتين إلى فتح مكة في عشرة آلاف (قال): ومما ظهر من مصلحة الصلح أنه كان مقدمة بين يدي الفتح الاعظم الذي دخل الناس عقبه في دين الله أفواجا فكان صلح الحديبية مقدمة الفتح، فسميت فتحا إذ مقدمة الظهور ظهور " اه(243). [الفرج الذى وعد به المستضعفون] مر عليك حديث أبي جندل، إذ احتال حتى خرج من السجن وتنكب الطريق يرسف في قيوده، حتى هبط على النبي صلى الله عليه وآله وهو في الحديبية مستغيثا به، وحيث لم يتمكن يومئذ من اغاثته اعتذر إليه وعزاه، وأمره بالصبر والاحتساب، فكان مما قاله له: " ان الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا " (244). وكان في المستضعفين المعذبين في مكة رجل من أبطال المسلمين يدعى أبا بصير (245) احتال حتى خرج من السجن ففر هاربا إلى رسول الله و---

(243) السيرة النبوية لابن كثير ج 3 / 324، الكامل لابن الاثير ج 2 / 139 ط دار الكتاب العربي. (244) الرسول صلى الله عليه وآله يعد المستضعفين بالفرج: الكامل لابن الاثير ج 2 / 139 ط دار الكتاب، الطبقات لابن سعد ج 2 / 97، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية ج 2 / 192 ط البهية. (245) واسمه عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد الثقفى ترجم له أبو عمر يوسف بن عبد البر في الكنى من استيعابه وغير واحد من أصحاب المعاجم، وقصته هذه ذكرها ابن =

--- [184]

مخ ۱۸۳