191

قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر هذا نبي الله حقا ؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال: بلى. قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟. قال: أيها الرجل انه لرسول الله وليس يعصي ربه (1) وهو ناصره فاستمسك بغرزه، فوالله انه لعلى الحق. (قال) فقلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال: بلى. أفأخبرتك انك تأتيه العام. (قال) قلت: لا. قال: فانك آتيه ومطوف به. قال عمر: فعملت لذلك أعمالا (2). قال: فلما فرغ - رسول الله صلى الله عليه وآله - من الكتاب - الذي كتب يومئذ في الصلح - قال صلى الله عليه وآله لاصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا (قال): فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات (3) فلما لم يقم منهم أحد دخل خباءه ثم خرج فلم يكلم أحدا منهم بشئ حتى نحر بدنة بيده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا ". (230) الحديث. وأخرجه الامام أحمد - من حديث المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم - في مسنده.

---

(1) قول أبى بكر هنا: وليس يعصى ربه دليل على أنه كان عالما بأن رسول الله صلى الله عليه وآله كان مأمورا بالصلح على الذى وقع (منه قدس). (2) لا تخفى دلالة كلمته هذه على أن أعماله كانت عظيمة في مصادرة الصلح وبسببها لم يمتثلوا أمره صلى الله عليه وآله أياهم بالنحر حتى أمرهم بذلك ثلاثا كما ستسمعه بالاصل (منه قدس). (3) ابتلى الامام أبو محمد الحسن الزكي السبط سيد شباب أهل الجنة في صلحه مع معاوية بمثل ما ابتلى به جده صلى الله عليه وآله في هذا الصلح وله فيه أسوة حسنة (منه قدس). (230) راجع: صحيح البخاري ك الشروط باب الشروط في الجهاد ج 2 / 122 ط دار الكتب العربية بحاشية السندي وج 3 / 256 ط مطابع الشعب، مسند أحمد ج 4 / 330 ط 1.

--- [174]

مخ ۱۷۳