192

ونص الحلبي في غزوة الحديبية من سيرته وغير واحد من أهل الاخبار: ان عمر جعل يرد على رسول الله الكلام. فقال له أبو عبيدة ابن الجراح: ألا تسمع يا ابن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ما يقول نعوذ بالله من الشيطان الرجيم (231) (قال الحلبي وغيره) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ: يا عمر اني رضيت وتأبى (232) ! ونقل الحلبي وغيره: ان عمر كان بعد ذلك يقول ما زلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق مخافة كلامي الذي تكلمت به (233). إلى آخر ما هو مأثور عنه في هذه القظية. [تنفيذ خطة الصلح] لكن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يأبه يومئذ لمعارضة من عارضه في انقاذ الخطة التي كان مأمورا بها - خطة الصلح بتلك الشروط الثقيلة - فاستدعى عليا لتسجيل كتابها. فقال له: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم. فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف هذا فليكتب باسمك اللهم. فضج المسلمون وقالوا: والله لا يكتب الا ما أمر به رسول الله لكن رسول الله قطع النزاع بقوله لعلي: اكتب باسمك اللهم. فكتبها علي ممتثلا أمره صلى الله عليه وآله ثم قال له النبي: اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو. فقال سهيل : لو كنا نعلم انك رسول الله ما قاتلناك ولا صددناك عن البيت، ولكن ليكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله، سهيل بن عمرو، فقامت قيامة المسلمين في الانكار على سهيل بذلك وأبوا الا أن يكتب رسول الله كل

---

(231) السيرة الحلبية ج 2 / 706. (232) السيرة الحلبية ج 2 / 706، السيرة النبوية لابن كثير ج 3 / 320. (233) السيرة الحلبية ج 2 / 706.

--- [175]

مخ ۱۷۴