============================================================
ويفترها عنه، وهما: الرجاء والخوف، فالرجاء في عظيم ثواب الله سبحانه وحسن ما وعد من أنواع الكرامة وتذكر ذلك سائق يسوقها فيبعثها على الطاعة ، ويحركها لذلك وينشطها ، والخوف من أليم عقاب الله عز وجل وصعوبة ما أوعد من أنواع العقوبة والإهانة زاجر يزجرها عن المعصية، ويجنبها ويفتروها عن ذلك: فهذه عقبة البواعث استقبلته هلهنا، فاحتاج إلى قطعها بهلذين الذكرين(1)، فأخذ فيها بحسن توفيق الله عز وجل فقطعها فلما فرغ منها.. رجع إلى الإقبال على العبادة ، فلم ير عائقا ولا شاغلا ، ووجد باعثا وداعيا، فنشط في العبادة فأقامها، وعانقها بتمام الشوق والرغبة فأدامها، فنظر فإذا تبدو لهذه العبادة التي احتمل فيها كل ذلك آفتان عظيمتان ، وهما: الرياء والعجب، تارة يرائي بطاعته الناس فيفسدها ، وأخرى يمتنع عن ذلك ويلوم تفسه فيها، فيعجب بنفسه فيحبط العبادة عليه ويتلفها ويفسدها، فاستقبلته هلهنا عقبة القوادح، فاحتاج إلى قطعها بالإخلاص وذكر المنة
ونحوها، ليسلم له ما يعمل من خير، فأخذ في قطع هلذه العقبة بإذن الله سبحانه وتعالى بجد واحتياط، وتيقظ بحسن عصمة الجبار تعالى وتأييده.
فلما فرغ من هلذه كلها.. حصلت له العبادة كما يحق وينبغي، وسلمت من كل آفة، وللكنه نظر فإذا هو غريق في بحور منن الله تعالى وأياديه من كثرة ما أنعم الله عليه من إمداد التوفيق والعصمة، وأنواع التأييد والحراسة، وخاف أن يكون منه إغفال للشكر ، فيقع في الكفران ، فينحط عن تلك المرتبة الرفيعة التي هي مرتبة الخدم المخلصين لله عز وجل، وتزول عنه تلك النعم الكريمة من ضروب ألطاف الله تعالى وحسن تأييده ونظره إليه، فاستقبلته ههنا عقبة الحمد والشكر، فأخذ في قطعها بما أمكنه من كثرة الحمد والشكر على كثير نعيه .
فلما فرغ من قطع هلذه العقبة وتزل. . نظر فإذا هو بمقصوده ومبتغاه بين
مخ ۴۱