============================================================
يديه، فلم يسز إلأ قليلا حتى وقع في سهل الفضل ، وصحراء الشوق، وعرصات المحبة ثم يقع في رياض العرفان والرضوان ، وبساتين الأنس إلى بساط الانبساط، ومرتبة التقريب ، ومجلس المناجاة ، ونيل الخلع والكرامات(1)، فهو يتنعم في هلذه الحالات، ويتقلب في طيبها أيام بقائه، وبقية عمره ، بشخصي في الثنيا، وقلب في العقبى، ينتظر البريد يوما فيوما، وساعة فساعة، حتى يمل الخلق كلهم ، ويستقذر الذنيا ويحن إلى الموت: ل واستكمل الشوق إلى الملأ الأعلى ، فإذا هو برسل رب العالمين إليه ، يردون عليه بالروح والريحان، والبشرى والرضوان، من عند رب راضي غير غضبان، فينقلونه في طيبة نفسي، وتمام البشر والأنس، من هلذه الدار الفانية المفتنة إلى الحضرة الإلهية ، ومستقر رياض الجنة، فيرى لنفسه الضعيفة الفقيرة نعيما مقيما، وملكا عظيما، ويلقط هناك من سيده الرحيم المفضل الكريم جل ذكره من اللطف به والعطف، والترحيب والتقريب، والإنعام والإكرام، ما لا يحيط به وصف الواصفين، ونعت الناعتين، فهو في كل يوم في زيادة إلى أبد الابدين، فيا لها من سعادة عظيمة ا ويا لها من دولة عالية ! ويا له من عبد مسعود، وامرىء مغبوط، وشأن محمود ، فطوبى له وحسن مآب نسأل الله البر الرحيم سبحانه أن يمن علينا وعليكم بهلذه النعمة العظيمة، والمنة الجسيمة ، وما ذلك على الله بعزيز ، وألا يجعلنا من الذين لا نصيب لهم من هلذا الأمر إلأ وصف وسماغ ، وعلم وتمن بلا انتفاع ، وألا يجعل ما تعلمناه من العلم حجة علينا يوم القيامة، وأن يوفقنا جميعا للعمل بذلك، والقيام به كما يحث ويرضى، إنه أرحم الراحمين ، واكرم الأكرمين.
فهلذا هو الترتيب الذي ألهمني مولاي في طريق العبادة.
مخ ۴۲