224

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرونه

============================================================

وقال شيخنا رحمه الله تعالى : إن الشكر : تعظيم المنعم على مقابلة نعمته على حد يمنغه عن جفاء المنعم وكفرانه، ولو قلت : تعظيم المحسن على مقابلة إحسانه ؛ ليصح أن يكون من الله تعالى الشكر للعبد.. فحسن : وفيه تفاصيل قد شرحناها في كتاب " إحياء علوم الدين" وغيره، وللكن التحصيل : أن الشكر من العبد تعظيم يمنع من جفاء من أحسن إليه، وذلك بتذكر إحسانه وحسن حال الشاكر في شكره ، وقبح حال الكافر في كفرانه.

قلث : إن أقل ما يستوجبه المنعم بنعمته ألا يتوصل بها إلى معصية، وما أقبح حال من جعل نعمة المنعم سلاحا على عصيانه فعلى العبد إذن من فرض الشكر في حقيقته أن يكون له من تعظيم الله سبحانه ما يحول بينه وبين معاصيه على حسب تذكر نعمه، فإذا أتى بذلك.. فقد أتى بما هو الأصل فيه، ثم يقابل ذلك بجد في الطاعة، وجه في القيام بالخدمة؛ إذهو من حقوق النعمة ، فلا بد من الاحتراس عن المعصية، وبالله التوفيق.

فإن قلت : فما موضع الشكر؟

فاعلم : أن موضعه النعم الدينية والدنيوية على أقدارهما وأما الشدائد والمصائب في الدنيا ؛ في نفس أو أهل أو مالي : فتكلموا في ذلك هل يلزم العبد الشكر عليها ؟

قال بعضهم : لا يلزم العبد الشكر عليها من حيث هي ، وإنما يجب فيها الصبر، وأما الشكر : فهو على النعمة لا غير ، قالوا : ولا شدة إلأ وفي جنبها نعم الله تعالى ، فيلزم الشكر على تلك النعم المقترنة بها دون نفس الشدة ، وتلك النعم ما قاله ابن عمر رضي الله عنهما : (ما أبتليت ببلية إلأ كان لله تعالى علي فيها أربع نعم : إذ لم تكن في ديني، وإذ لم تكن أعظم، وإذ لم أحرم الرضا بها، وإذ رجوث الثواب عليها) وقد قيل أيضا : من تلك النعم : أن تلك الشدة زائلة غير دائمة، وأنها 258

مخ ۲۵۸