223

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرونه

============================================================

والحمذ لله، وإن خصلة تكون لها كل هلذه القيمة ، وتكون فيها كل هلذه الفائدة لحقيق أن يتمسك بها من غير إغفال بحال ؛ فإنه جوهر ثمين ، وكيمياء عزيزة ، واللهولي التوفيق بفضله ورحمته: فإن قيل : فما حقيقة الحمد والشكر؟ وما معناهما وحكمهما؟

فاعلم : أن العلماء فرقوا بين الحمد والشكر عند التحصيل؛ بأن الحمد من أشكال التسبيح والتهليل ، فيكون من المساعي الظاهرة ، والشكر من أشكال الصبر والتفويض ، فيكون من المساعي الباطنة ولأن الشكر يقابل الكفران ، والحمد يقابل اللوم ، ولأن الحمد أعم وأكثر ، والشكر أقل وأخص. . قال الله تعالى : وقليل من عبارى الشكور) فثبت آنهما معنيان متميزان.

ثم الحمذ هو : الثناء على أحد بالفعل الحسن ، هذذا مقتضى كلام شيخنا رحمه اللهتعالى: وأما الشكر : فتكلموا في معناه وأكثروا .

فعن آبن عباس رضي الله عنهما أنه قال : (الشكر : هو الطاعة بجميع الجوارح لرب الخلائق في السر والعلانية) وإلى نحوه ذهب بعض مشايخنا فقال : الشكر : هو أداء الطاعات في الظاهر والباطن ، ثم رجع إلى أنه أجتناب المعاصي ظاهرا وباطنا وقال غيره : الشكر : الاحتراس عن أختيار معاصي الله تعالى، تحترسن على قلبك ولسانك وأركانك حتى لا تعصي الله تعالى بشيء من هلذه الثلاثة بوجه من الوجوه: والفرق بين قوله وبين قول الشيخ الأول : أنه رحمه الله جعل الاحتراس معنى مثبتا زائدا على الاجتناب عن المعاصي، وأما الاجتناب عن المعصية ما هو إلا الأ يفعل المعصية عند دواعيها ، ولا يكون في نفسه معنى محصلا يكون العبد به مشتغلا، وعن الكفران معتصما.

26

مخ ۲۵۷