============================================================
قيل له : أجل، إن فيه لقوادح سواهما، للكنا خصصناهما بالذكر؛ لأنهما الأصل الذي يدور عليهما معظم الباب.
وقد قال بعض المشايخ : إن حق العبد أن يتحفظ في العمل من عشرة أشياء: النفاق، والرياء، والتخليط(1)، والمن، والأذى، والندامة، والعجب، والحسرة، والتهاون، وخوف ملامة الناس:.
ثم ذكر شيخنا رحمه الله ضد كل خصلة منها وإضرارها بالعمل؛ فضد النفاق اخلاص العمل، وضد الرياء إخلاص طلب الأجر ، وضد التخليط التفريد ، وضد المن تسليم العمل إلى الله تعالى ، وضد الأذى تحصين العمل، وضد الندامة تثبيث النفس، وضد العجب ذكر المنة، وضد الحسرة أغتنام الخير، وضد التهاون تعظيم التوفيق ، وضد خوف الملامة الخشية.
واعلم : أن النفاق يحبط العمل، والرياء يوجب رده، والمن والأذى يحبطان الصدقة أصلا في الوقت، وعند بعض المشايخ يبطلان إضعافها، وأما الندامة: فإنها تحبط العمل في قولهم جميعا، والعجب يذهب إضعاف العمل ، والحسرة والتهاون وخوف الملامة تخفف العمل فتذهب رزانته (2): قلث : فالقبول والرد عند أهل التحصيل يرجعان إلى ضروب من التعظيم والاستخفاف ، والإحباط إبطال منافع تكون بالفعل وبسببه ، ثم تارة يكون إبطالا للثواب، وأخرى إبطالا للتضعيف، والثواب منفعة يقتضيها الفعل بعينه وقرائنه وأحواله، والتضعيف زيادة على هلذا ، والرزانة زيادة تحصل بمقتضى قرائن وأحوال أخر، كالإحسان إلى أحد من أهل الخير ، ثم إلى الوالدين ، ثم إلى نبي من الأنبياء ، ففي السر يكون رزانة ولا يكون تضعيفا .
فهذا تهذيب ما تحققت من هلذه المعاني، فافهم ذلك وبالله التوفيق.
مخ ۲۳۴