201

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرونه

============================================================

فتا (في بيان آصول الرياء والعجب] فعليك بقطع هذذه العقبة المخوفة ، ذات المقاطع والمهالك والمتالف في غاية التحروز، فإن صاحب يضاعة الطاعات قد قطع تلك العقبات، وتحمل تلك المشقات، حتى حصلت له بضاعة من العبادة عزيزة شريفة ، فإنه لا يخاف على بضاعته تلك إلا في هلذه العقبة ؛ فإن فيها مقاطع يحذر أن تسلب فيها بضاعته،

ومتالف يحذر أن يبدو منها آفات تفسد عليه طاعته، ثم أعظمها خطرا وأعثها وقوعا هذان القاطعان اللذان هما : الرياء والعجب، فلنذكز في كل واحد منهما أصولا مقنعة نجردها لك، لعلك تكفى مؤنتها بإذن الله تعالى: أما الرياء : فأذكر فيه : أؤلا : قول الله سبحانه : الله الذى خلق سبع سموت ومن الأرض مثلهن ينزل الأر بينهن للعلموا أن الله على كل شىء قدير وأن الله قد أحاط يكل شىء علما} ، كان الله سبحانه وتعالى يقول : إني خلقت السماوات والأرض وما بينهما في كل هلذه الصنائع والبدائع واكتفيت بنظرك لتعلم أني عالم قادر وأنت تصلي ركعتين ، مع ما فيهما

من المعايب والتقصير، فلا تكتفي بنظري إليك، وبعلمي بك، وثنائي عليك، وشكري لك حثى تحب أن يعلم الخلق ليمدحوك بذلك، أيكون ذلك وفاء ؟

أيكون ذلك عقلا يرضاه أحد لنفسه ؟ ويحك أفلا تعقل ؟!

والأصل الثاني : أن من كان له جوهر نفيس ، يمكنه أن يأخذ في ثمنه ألف ألف دينار، فباعه بفلسي. أليس يكون ذلك خسرانا عظيما، وغبنا فظيعا، ودليلا بينا على خسة الهمة ، وقصور العلم ، وضعف الرأي، وقلة العقل ؟

فما يناله العبذ بعمله من الخلق من مدحة وحطام بالإضافة إلى رضا رب العالمين وشكره وثنائه وثوابه .. لأقل من فلس في جنب ألف ألف دينار وأضعاف ذلك ، بل في جنب الدنيا وما فيها واكثر وأكبر، ألا يكون من الخسران المبين أن 235

مخ ۲۳۵