============================================================
وأما تأثير العجب في العمل : قال بعض العلماء : المعجب ينتظر الإحباط؛ فإن تاب قبل موته.. سلم ، وإلأ.. أحبط ، وإليه ذهب محمد بن صابر من شيوخ الكرامية ، والإحباط عنده : أن يذهب عن العمل جميع الأسماء الحسنة، حتى لا يستحق بذلك ثوابا ولا مدحة ألبتة ، وفي قول غيره : هو ذهاب الإضعاف لا غير.
فإن قلت : كيف يلتبس على العبد العارف أن الله تعالى هو الذي وفق للعمل الصالح، وعظم قذره ، واكثر ثوابه بفضله ومنه ؟
فاعلم: أن هلهنا نكتة لطيفة ، وذخيرة شريفة، وهي أن الناس في العجب ثلاثة أصنافي : صنف هم المعجبون بكل حال، وهم المعتزلة والقدرية، الذين لا يرون لله عليهم منة في أفعالهم ، وينكرون العون والتوفيق الخاص واللطف، وذلك لشبهة آستولت عليهم وصنف هم الذاكرون المنة بكل حال، وهم المستقيمون ، لا يعجبون بشيء من الأعمال، وذلك لبصيرة أكرموا بها، وتأييد خصوا به.
والصف الثالث هم المخلطون، وهم عامة أهل الشنة، تارة ينتبهون فيذكرون منة الله تعالى ، وتارة يغفلون فيعجبون، وذلك لمكان الغفلة العارضة ، والفترة في الاجتهاد ، والنقص في البصيرة.
فإن قلت : كيف حال القدرية والمعتزلة في أفعالهم ؟
فاعلم : أن في ذلك أختلافا : فقيل : إنه محبط؛ لمكان آعتقادهم وقيل : لا يحبط عمل باعتقاد بالجملة من فرق الإسلام حتى يخص كل عمل باعجاب، كما أن اعتقاد أهل الشنة لا يمنع العجب في كل عمل حتى يخصه بذكر المنة.
فإن قيل : فهل سوى العجب والرياء من قادح في العمل ؟
233
مخ ۲۳۳