============================================================
القادح الثاني : العجب .
وإنما يلزمك اجتنائه لأمرين: أحذهما : أنه يحجب عن التوفيق والتأييد من الله تعالى؛ فإن المعجب مخذول، فإذا انقطع عن العبد التاييد والتوفيق.. فما أسرع ما يهلك، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : "ثلاث مهلكات : شغ مطاع، وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه "(1).
الثاني : أنه يفسد العمل الصالح، ولذلك قال المسيخ عليه الصلاة والسلام : يا معشر الحوارئين؛ كم من سراج قد أطفأته الريح، وكم من عابد قد أفسده العجب:.
وإذا كان المقصود والفائدة العبادة وهذه الخصلة تحرم العبد حتى لا يحصل له خير، وإن حصل فقليل من ذلك يفسده ، حتى لا يبقى بيده شيء.. فحقيق أن يحذر من ذلك ويتحفظ، والله تعالى وليي التوفيق والعصمة.
فإن قلت : فما حقيقة العجب ؟ وما معناه ؟ وما تأثيره وحكمه؟ فبين لنا ذلك: فاعلم: أن حقيقة العجب استعظام العمل الصالح، وتفصيله عند علمائنا رحمهم الله : ذكر العبد حصول شرف العمل الصالح بشيء دون الله عز وجل، أو الناس، أو النفس ، قالوا : وقد يكون العجب مثلثا ؛ بأن يذكر ذلك من هلذه الثلاثة جميعا؛ النفس، والخلق ، والشيء، ومثنى؛ بأن يذكره من اثنين، وموحدا؛ بأن يذكره من واحد.
وضد العجب : ذكر المنة ، وهو أن يذكر أنه بتوفيق الله تعالى ، وأنه الذي شرفه وعظم ثوابه وقذره ، وهذا الذكر فرض عند دواعي العجب ، نفل في سائر الأوقات.
مخ ۲۳۲