============================================================
وبين (عظمت) و( العظماء) تجنيس الاشتقاق.
وكان صلى الله عليه وسلم من الحلم على من اذاه، وزيادة الاحتمال لأعدائه، وفرط الحلم عليهم والإغضاء عنهم.. بالغاية التي لم يصل إليها غيره، ومن ثم (132 جهلت قومه عليه فأفضى وأخو الحلم دأبه الإفضاء ) أي: قريش وغيرهم () أي: آذوه أذى لا يطاق، فضربوه، وخنقوه، وآغروا به سفهاءهم وصغارهم فضربوه، ورموه بالحجارة إلى آن آدموا رجليه فسال منهما الدم على نعليه، وشجوا وجهه، وكسروا رباعيته، ورموه بالسحر والكهانة والجنون، وتواعدوا على قتله مرات، وحصروا لأجله بني هاشم وبني المطلب في شعبهم سنتين حتى كادوا أن يهلكوا من الجوع ، كما مر جميع ذلك في "البخاري" ول مسلم" من حديث عائشة رضي الله عنها : أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال : " لقد لقيت من قؤمك، وكان أشد ما لقيت منهم يؤم العقبة" ، وذكر ما مر من ذهابه إلى ثقيف، فأغروا به سفهاءهم وصبيانهم، فضربوه ورجموه(7) ) عنهم حلما وتكرما، لا سيما وقد جاءه لما اشتد إيذاؤهم له ملك الجبال، كما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة السابق آنفأ، فإنه قال بعد أن ذكر ما آذاه به ثقيف لما خرج إليهم بعد موت أبي طالب.. يدعوهم إلى الله تعالى ويستنصر بهم على قريش : " فأنطلقت وأنا مفموم عليى وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقزن الثعالب - أي : ميقات أهل الحجاز- فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قذ أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال : إن ألله قذ سمع قؤل قومك وما ردوا عليك، وقذ بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ثم قال : يا محمد؛ إن الله قد سمع قول قومك، وأنا ملك الجبال ، وقذ بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين - فقال صلى الله عليه وسلم - : بل (1) البخاري (3236)، ومسلم (1795)
مخ ۲۳۶