237

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

أرجو أن يخرج ألله من أصلابهم من يعبد ألله وخده لا يشرك به شيئا" فكان الأمر كما رجا صلى الله عليه وسلم ح) أي: التأني في الأمور، وعدم الانتقام ممن أتى بمكروه وإن عظم؛ آي: الذي طبعه الله عليه حتى صار غريزة له، مختلطا بدمه ولحمه( أي : شأنه وعادته المستمر هو عليها ( ب:) أي : التغافل عن أن يلتفت إلى أنه أوذي، فضلأ عن أن ينتقم ممن آذاه، وفي كلامه المقابلة؛ لما قررته : أن المراد بالجهل لازمه من إيذائه بما لا يطاق، ومن ثم لما آذوه يوم أحد بشج وجهه وكسر رباعيته.. قيل له : ادع عليهم ، فقال : " اللهم ؛ أغفر لقؤمي فإنهم لا يغلمون" اي: علمأ ينتفعون به، إما لجهلهم؛ آي: اعتقادهم الشيء على خلاف ما هو عليه، وكثير منهم كانوا كذلك، فكانوا يعتقدون حل إيذائه ومقاتلته، إما غفلة عما لو التفتت قلوبهم إليه أدنى التفاتة من معجزاته.. لعلموا الحق واتبعوه من فورهم، وإما لعنادهم ، وهم الأكثرون ، قال تعالى : ( وححدرا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلواا} أي : فنزل علمهم منزلة الجهل، يل هو أضر منه كما لا يخفى، وبهذا يعلم أن في تعبير الناظم بالجهل تضمينا لجملة قوله : " لا يغلمون " ، وأن المراد بالحلم لازمه من عدم الانتقام، وفيه المقابلة أيضا بين (الإمساك) و(الإعطاء) ، و( التحقق) و( الظن) الاتيين، وفيه أيضأ جناس الاشتقاق بين (أغضى) و( الإغضاء)، والتذييل بالمثل السائر.

وأصل الإغضاء: إطباق العين عن رؤية المكروه، فاستعير لما ذكر، بجامع الإعراض عن المكروه فيهما، وإذا كان أخو الحلم دأبه ذلك. فكيف بنبينا صلى الله عليه وسلم وهو الذي وصل من الحلم إلى غاية لم يصل إليها مخلوق ؟! لأن الله تعالى هو الذي تولى تأديبه بنفسه، وأفاض عليه من حقائق حلمه وقدسه، حيث قال له: خذ العفو وأبر بالعرف وأعرض عن الحهاير ، وفسرها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم حين سأله فقال : (يا محمد؛ إن الله يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك)(1) وكل من آثر له حلم واحتمال. عرفت له زلة أو (1) أخرجه ابن جرير الطبري في ل" تفسيره " (105/9)، وابن مردويه كما في " الدر المنثور" .(128 13

مخ ۲۳۷