============================================================
صح عن ابن عباس في رواية : (أنه رآه بعين بصره)(1)، وفي أخرى : (أنه رآه بعين قلبه)(2)، ولا تخالف ؛ لأنه صح عنه - كما رواه الطبراني بإسناد رجاله رجال الصحيح إلا واحدا فوثقه ابن حبان - : (أنه رآه مرتين، واحدة بالعين، وواحدة بالقلب)(3) بمعنى : أنه تعالى خلق فيه إدراكا كادراك البصر، وليس المراد : مجرد العلم؛ لأنه حاصل له، بل ولغيره فلا خصوصية، ورواية ابن مردويه عنه : (لم يره بعينه)(4) لم تصح، وبتسليمها فالاثبات مقدم على النفي، وجاء عن آنس باسناد قوي : (رأى محمد ربه)(5)، واطلاق الرؤية إنما ينصرف لرؤية العين، وكان الحسن البصري يحلف أنه رأى ربه (2)، وبذلك قال عروة وسائر أصحاب ابن عباس وجزم به كعب الأحبار والزهري ومعمر وآخرون، وهو قول الأشعري وغالب أتباعه، وأنكرت عائشة وابن مسعود الرؤية، قال النووى : لككن خالفها غيرها من الصحابة، والصحابي إذا خولف. . لا يكون قوله حجة اتفاقا(1)، ولا حجة لها فيما في " مسلم " عنها : أن مسروقا قال لها لما أنكرت الرؤية : ألم يقل الله : ولقد ره اه نزلة أخرى) ؟
فقالت : أنا أول هلذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا، فقلت : يا رسول الله ؛ هل رأيت ربك؟ قال : " لا ، إنما رأيث جبريل "(8) وذلك لأنها إنما سألت عما في الاية، فأجابها بأنه لم يره؛ أي : في قصة الآية، وقد مر أنها غير قصة المعراج، وأن التدلي والدنو الذي في قصة المعراج غيرهما في الآية، ولا حجة لها في: لا تدركه الابصر لأن المراد : لا تحيط بحقيقة ذاته العلية ، بدليل : إلى بها ناظرة} وإذا جازت في الآخرة.. جازت في الدنيا؛ لتساويهما بالنسبة للمريي، (1) أخرجه البخاري (4716)، وأحمد (1/ 370) 2) اجرجه مسلم (176) ) المعجم الأوسط (5757) 4) ذكره السيوطي في " الدر المنثور" (649/7).
(5) تقله ابن كثير في " تفسيره " (5/3) عن البزار بسنده إلى أنس رضي الله عنه.
(1) حكاه عنه عبد الرزاق كما في " الشفا" للقاضي عياض (ص 248) () انظر "شرح صحيح مسلم " (5/3) 4) مسلم (177)
مخ ۱۵۲