============================================================
فرض الله عليه وعلى أمته في كل يوم وليلة خمسين صلاة، فرجع فمر على موسى، فسأله عما فرض الله عليه وعلى أمته، فأخبره، فأمره أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف لأمته، فإنهم لا يطيقون ذلك، فرجع وسأل فحط عنه خمسا، ثم رجع فأمره بالرجوع أيضا، فرجع فحط عنه خمسا... وهكذا إلى آن بقيت خمسا، فأمره بالرجوع وقال له : إن بني إسرائيل فرض الله عليهم صلاتين فما قاموا بهما، فقال : " أستخييت من ريي" وفي رواية : " علمت أنها عزمه من ربي(1) فلا أراجعه " فقال تعالى : (هن خمس - أي : في الفريضة - وهن خمسون - أي : في الثواب - لا يبدل القؤل لدي)(2).
وحكمة فرضها في هاذه الليلة: أنه صلى الله عليه وسلم لما شاهد تعبد الملائكة فيها، وأن منهم مديم القيام ومديم الركوع ومديم السجود. أعطاه الله تعالى ذلك لأمته في كل ركعة يصليها الواحد منهم بشروطها وآدابها.
واختص موسى عليه السلام بأمره بتلك المراجعة ؛ لأنه اطلع من صفات هلذه الأمة على ما حمله على قوله : اللهم؛ اجعلهم أمتي، فقال له الله تعالى : تلك أمة أحمد، فقال: اللهم؛ اجعلني منهم، وهو حديث مشهور(3)، فكان اعتناؤه بهم كما يعتني بالقوم من هو منهم ، ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم : " فمررت بموسى ونغم الصاحب كان لكم" وفي رواية : " كان أشدهم علي حين مررت به ، وخيرهم لي حين رجغت2) اختلف العلماء قديما وحديثا في آن نبيتا صلى الله عليه وسلم رأى ربه في هذا المقام الذي وصل إليه دون غيره من الخلق بعين رأسه، أو بعين قلبه فقط، والذي : آي حق من حقوقه.
(2) أحرجه البخاري (349)، ومسلم (163)، وليس عندها لفظ: "علمت أنها عزمة من ربي2 (3) اخرجه أبو نعيم في " حلية الأولياء "(384/5).
(4) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد " (77/1) : (رواه البزار ورجاله موثقون ، إلا أن الربيع بن أنس قال : عن أبي العالية أو غيره، فتابعيه مجهول) :
مخ ۱۵۱