150

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

البخاري الظاهرة فيما في النظم والجمع بينهما وبين الرواية الأخرى المشهورة التي عليها العمل- يظهر عذر الناظم في ذكره أنه ركبه إلى منتهى وصوله، للكن في جزمه به تظر ظاهر: والحاصل: آنه بعد وصوله السماء الدنيا يحتمل أنه استمر راكبأ البراق على ظاهر الرواية الأولى، وأنه جيء له به ثانيا على الرواية الثانية، ويحتمل أنه ذهب من غير ركوب شيء؛ تعظيما للسماوات؛ إذ هن أفضل من الأرضين عند الأكثرين، وعلى مقابله المنصور؛ لأن الأنبياء خلقوا من الأرض وهي مدفنهم ومستقرهم وهم أفضل من الملائكة .. فتعظيمل(1) لمن فيهن ممن اجتمع به من الأنبياء والملائكة.

لا يقال: السماء لم يعص الله فيها بخلاف الأرض؛ لأنا نقول : هذذه مزية وقد يكون في المفضول مزايا، على أن ذلك منتقض بما وقع لادم وحواء وإيليس، وادعاء أنهم لم يكونوا في السماء يحتاج لدليل ، وعلى التنزل فكون المعصية تقع في محل دون محل يقتضي أفضلية الثاني لذاته. غير مسلم، فعلى مدعيه إثباته بدليل يدل له، وإنما قلنا: (فالأولى: الجواب...) إلخ ولم نقل بالتعدد ؛ لأن مجرد اختلاف الروايات في هذا الأمر الجزئي لا يقتضيه ، على أن ما وقع في تلك الليلة من فرض الصلاة وغيره ذكر في كل من رواية؛ إلى السماء، ورواية: إلى بيت المقدس، وهذا صريح في اتحاد الإسراء وعدم تعدده فتأمل ذلك كله فإنه مهم واعلم : أن هذا التدلي والدنو المذكور في حديث أنس وغيره من أحاديث المعراج غير الدنو والتدلي في أول (سورة النجم) فإن هذذا في حق جبريل كما صح عنه صلى الله عليه وسلم، وصح أيضا : أنه لم يره في صورته التي خلق عليها إلا في هلذه المرة المذكورة في الآية، ومرة أخرى عند أوائل البعثة (2) كما مر.

(وتلك) المرتبة التى وصل إليها صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج هي (السعاد:(4) القعساء) أي : الثابتة الدائمة التي لا يطرقها تغير ولا زوال ولما وصل صلى الله عليه وسلم إلى ذلك القرب الذي لم يصل إليه مخلوق:: (1) أي : فذهب من غير ركوب تعظيما لمن فيهن... إلخ (2) أخرجه أحمد (407/1)، والطبراني في * الكبير"(225/10) (3) في (د) : (السيادة)

مخ ۱۵۰