141

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

غاصت في الأرض، فحصل لها الخسف الحقيقي، للكن لبعضها، فعبر الناظم بل سيمت الخسف) بالنظر إلى كلها؛ آي: سيمت آن يخسف بها كلها، وحينئذ لا يحتاج إلى ما قاله الشارح. فتأمله.

ثم رآيت بعضهم صرح بنحو ما ذكرته فقال : يقال: سمته خسفا؛ آي: أوليته ذلا، أو كلفته مشقة، ويحتمل آن يريد: بعدما قاربت آن يخسف بها.

(و) من الحكم المناسبة هنا؛ لأنها كالسبب لما قبلها، فهو تذييل: أنه (قد جذ العريق النداء) أي : الدعاء لله بانكسار وتذلل ، كما وقع ليونس صلى الله على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسلم ، قال الله تعالى : { وذا آلنون إذذهب مغكضبا فظن أن لن تقدر عليه} أي : نضيق عليه بسبب مغاضبته وفراقه لقومه لإبائهم عليه، فتاد فى الظلكت.. الآية، والنداء : رفع الصوت لطلب تخليصه ؛ لأنه قد لا يعلم أو لا يعبأ به أحد، فإذا نادى وصاح.. تثبه الناس له وأنقذوه.

ولما طلب الأمان. قال : أعلم انكما قد دعوتما علي فادعوا لي، ولكما أن أرد الناس عنكما ولا أضركما، قال : فوقفا لي، فركبت فرسي حتى جئتهما، قال : ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت أن سيظهر آمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتهما أخبار ما يريد بهما الناس، وعرضت عليهما الزاد والمتاع فلم يرزاني؛ أي : لم يأخذا مني شينا، وقالا : " أخف عنا" فسألته كتابا آمن به، فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي في رق من آدم أخرجها له يوم حنين، فنفذها وأمنه ومن يلوذ به (1).

: ذكر الناظم الهجرة وبعض ما وقع فيها من المعجزات مع أنه سيذكر وقائع وقعت له بمكة قبل الهجرة كالإسراء، وكان مقتضى الواقع أن يذكر هذه كلها قبل ذكر الهجرة؛ ليوافق الترتيب في الذكر الترتيب في الواقع، ولعله اهتم بشأن الهجرة فقدمها لتتنبه النفس إلى حكمة ذلك، وهي : أنه انقطع بها عنه صلى الله عليه وسلم كل إيذاء كان يصل إليه من قريش، وترتب عليها الظفر بهم حتى استأصل شأفتهم وقطع حادرتهم(2).

(1) حديث سراقة حديث طويل، أخرجه البخاري (3906)، واين حبان (1280)، وأحمد (175/4)، وعبد الرزاق في * المصنف " (9743)، والبيهقي في * الدلائل" (483/2)، وأبو نعيم في " الدلائل (429/2)، والطبراني في " الكبير" (7/ 132) (2): قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب، والحادرة : لعله أراد بها : ورم الجلد،

مخ ۱۴۱