============================================================
بركت بباب أبي أيوب رئيس بني النجار أخوال عبد المطلب، ثم ثارت منه وبركت في مبركها الأول، ثم صوتت فنزل النبي صلى الله عليه وسلم عنها وقال : "هذذا هو المنزل إن شاء الله تعالى "(1).
(واشتاقت) من الشوق، وهو: تحرك النفس، وهو هنا مجاز، نحو: وسثل القريية} بل حقيقة ؛ إذ لا بدع في ميل الجمادات له حقيقة بأن يخلق الله فيها إدراكا حقيقيا ، ومنه : { وإن من شنىء إلا يسيح بحمده } ، ول{ لو أنزلنا هذا القره ان على جبل . ..
الآية، وتسبيح الحصا، وتأمين أشكفة الباب، وحنين الجذع ، ونحو ذلك مما مر؛ إذ الأصح في مثل ذلك مما لا يحيله العقل ولا الشرع : حمله على حقيقته ، كما في حديث : " ما بين منبري وقبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي "(2)، ولذا قال جماعة - واختاره بعض المحققين -: إنه صلى الله عليه وسلم أرسل حتى إلى الجمادات؛ لتصريح خبر مسلم بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : "وأزسلت إلى الخلق كافة"(2).
(إليه من مكة) التي هي مولده وأم القرى وأفضلهن عند أكثر العلماء (الأنحاء) أي: الجهات والنواحي؛ لأنها كانت معمورة بأنفاسه صلى الله عليه وسلم فاستوحشت لفقده وبين (نحا) و(الأنحاء) جناس الاشتقاق إن قلنا : إن (الأنحاء) جمع (ناحية) بمعنى منحوة أي: مقصودة، ورد العجز على الصدر، وكذا بين (تغنت) و(الغناء)، و(ناداه) و(النداء) الأتيات: وتغتث بمذحه الجن تى أطرب الإنس منه ذاك الغناء (وتغنت بمدحه) أي: أظهرت أوصافه الجميلة في صورة الغناء الذي تتولع به (1) أخرجه البخاري (3906) ومسلم (2219) (2) أخرجه البخاري (1196)، ومسلم (1391)، وأحمد (236/2)، والبيهقي في "الشعب"(4146)، والطبراني في " الكبير "(12/ 227)، وغيرهم.
(3) مسلم (523).
مخ ۱۳۸