============================================================
شرب(1)، وهذا محمول على علمه بسيد العبد مع ظن رضاه: والجواب بأن هلذا مال حربي:. غير صحيح، لأن هذذا قبل مشروعية الجهاد، ومع عدم مشروعيته لا يحل مال أهل الحرب كما لا يحل قتالهم ؛ لأن الواجب حينثذ مسالمتهم، ولا يتم إلا بترك التعرض لأموالهم كنفوسهم ولما سمع المسلمون بالمدينة بمقدمه.. صاروا يخرجون كل يوم إلى الحرة ينتظرونه الى قرب الظهر، فانتظروه يوما وعادوا إلى بيوتهم، وإذا بيهودي علا على موضع عال، فرآه فصاح : هلذا جدكم - أي: حظكم - يا بني قيلة؛ أي: الأوس والخزرج، فخرجوا إليه سراعا بسلاحهم، فنزل بقباء، فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكتا فكانوا يحسبون أن أبا بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أسرع إليه الشيب مع أنه أصغر سنأ منه صلى الله عليه وسلم، حتى إذا أصابته الشمس.. ظلل عليه فعرفوه(2)، وكان ذلك يوم الإثنين ، قيل : أول ربيع، وقيل : ثاني عشره ، وقيل : غير ذلك، وأدركه علي كرم الله تعالى وجهه بقباء، ولم يقم بعده بمكة إلا ثلاثة أيام، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتأريخ فكتب من حين الهجرة(2)، وأقام بقباء أربع عشرة ليلة كما في " مسلم "(4)، وأسس مسجدها ، وهو أول مسجد بني في الإسلام ، ولذا كان الأصح : أنه الذي أسس على التقوى من أول يور)، ثم ركب من قباء يوم الجمعة وصلاها بمسجد الجمعة المشهور، ثم ركب فكان كلما مر بدار من دور الأنصار.. سألوه النزول عندهم ، فيقول : " خلوا سبيلها - أي : ناقته - فإنها مأمورة "(5) وأرخى زمامها فاستمرت إلى آن بركت موضع باب المسجد، ثم ثارت وهو صلى الله عليه وسلم عليها حتى (1) دلائل النبوة (497/2).
(2) انظر " سيرة ابن هشام *(492/2)، و9 تاريخ الإسلام " للذهبي (2/ 331).
(3) أخرجه ابن جرير الطبري في "تاريخه (388/2)، وقال الحافظ في " الفتح" (268/7) : (وقد روى الحاكم في " الإكليل" من طريق ابن جريج عن أبي سلمة عن ابن شهاب : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة .. أمر بالتأريخ فكتب من ربيع الأول) وهلذا معضل، والمشهور خلافه كما سيأتي، وأن ذلك كان في خلافة عمر) 4) مسلم (428) 5) ذكره ابن عدي في ( الكامل* (2/ 170)، وانظر سيرة ابن هشام * (295/2)، و1 سير أعلام النبلاء " للذهبي (406/2)
مخ ۱۳۷