136

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

واستأجرا عبد الله بن الأريقط ليدلهما على الطريق - ولم يعرف له إسلام - فدفعا إليه راحلتيهما، ووعداه غار ثور بعد ثلاث ليال، فأتاهما وسار معهم عامر بن فهيرة فأخذ بهما طريق البحر(1).

ونحا المضطفى المدينة وأشتا قث إليه من مكة الأنحاء (ونحا) أي: قصد (المصطفى) على الخلق كلهم محمد صلى الله عليه وسلم (المدينة) المسماة بطيبة؛ لأن الله طيبها بهجرته إليها ووقعت في طريق الهجرة غرائب، منها : أنهم مروا بقدئد على آم معبد الخزاعية، وكانت تسقي وتطعم من يمر بها، وكانت في سنة، فطلبوا منها لبنا ولحما يشترونه فلم يجدوه، فنظر إلى شاة خلفها الجهد عن الغنم، فسألها : "هل بها من لبن؟" فقالت : هي أجهد من ذلك، فقال : " أتأذنين لي أن أخلبها؟" قالت : نعم ، فدعا بها فاعتقلها، ومسح ضرعها وسمى الله، فدرت وسقى القوم حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم حلب فيه مرة أخرى عللا بعد نهل، وتركوه وذهبوا، فجاء زوجها فعجب منه، فذكرت له القصة وأوصافه صلى الله عليه وسلم، فقال : هذا وآلله صاحب قريش، ولو رأيته.. لاتبعته (2).

وأخرج ابن سعد(3) وأبو تعيم : أن تلك الشاة بقيت عندهم يحلبونها ليلا ونهارا إلى زمن عمر ثم تعرض لهما بقديد سراقة كما يأتي وروى البيهقي: أنهما اجتازا بعبد يرعى غنمأ فاستسقياه لبنا، فأتاهما بشاة لا لبن فيها، فحلبها صلى الله عليه وسلم بعد أن دعا، وسقى آبا بكر ثم الراعي ثم (1) انظر "سيرة ابن هشام * (485/2) وما بعدها، ول طبقات ابن سعد *(229/1) (2) اخرجه الحاكم (9/3)، ووافقه الذهبي، وأبو تعيم في الدلائل " (436/2)، والبيهقي في " الدلائل"(276/1)، والطبراني في " الكبير " (48/4) (3) في (ج) : (ابو سعيد).

مخ ۱۳۶