135

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

ولهم في حده عبارتان: أشهرهما : آن يؤتى بلفظ له معنيان فأكثر يراد به أحد معانيه، ثم يؤتى بضميره ويراد به المعنى الآخر(1).

وروي : أن أبا بكر نظر إلى قدميه صلى الله عليه وسلم في الغار يقطران دما؛ لأنه لم يتعود الحفا فبكى، وأنه دخل قبله ليقيه بنفسه، وأنه رأى جحرا فيه فألقمه عقبه، فجعلت الحيات والأفاعي تضربه وتلسعه، فجعلت دموعه تتحدر، وفي رواية عند رزين: فدخل صلى الله عليه وسلم وجعل رأسه في حجره ونام، فلدغ آبو بكر في رجله فلم يتحرك، فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "مالك ؟ " قال : لدغت فتفل عليه فذهب ما يجده (2).

وروي : أن أبا بكر لما رأى القافة.. اشتد حزنه وقال : إن قتلت.. فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلت أنت. . هلكت الأمة فقال صلى الله عليه وسلم: للا تحزن إب الله معنا أي : بالمعونة والنصر { فأنزل الله سكينته عليه} أي : أبي بكر؛ لأنه الذي انزعج، وهي: أمنة تسكن عندها القلوب { وأيكده } أي: رسوله يجنور لم تروها} أي : ملائكة يصرفون أبصار الكفار عنه (3).

وبين قوله صلى الله عليه وسلم: إب الله معنكا} وقول موسى عليه الصلاة والسلام : { كلا إن معى رفى سيهدين} ما بين مقاميهما : إذ كمال الإمداد للأتباع ليس إلا لنبينا، فأمد أبا بكر بشهود المعية أيضا، وقصرها موسى على نفسه، وأيضا فشتان بين معية الألوهية ومعية الربوبية، والمشهور: آنه صلى الله عليه وسلم مكث في الغار ثلاث ليال وكان عبد الله بن آبي بكر- مع صغر سنه- يأتيهما ليلأ بخبر قريش، ثم يدلج من عندهما بسحر، فيصبح كبائت بمكة وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يأتيهما كل ليلة بما يغذيهما من لبن (1) مثاله : قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليضمه) فذكر الشهر أولا وأراد به الهلال، ثم أعاد عليه ضميرا - وهو الهاء - أفاد به أنه أيام شهر رمضان (2) أخرج نحوه البيهقي في " الدلائل" (2/ 477) ، وانظر " السيرة الحلبية "(35/2) (3) انظر " الروض الأنف" (137/4)

مخ ۱۳۵