============================================================
غار)، (منهم على) أي: مع (قرب مرآه) أي: محل رؤيته، وفي ذكر الناظم لهذا تعجيب للسامع وبيان لهذه المعجزة العظيمة (:) حكمة استتاره منهم مع ظهوره لهم لو نظر أحدهم إلى ما تحت قدميه كما تقرر: أن () جملة (شدة الظهور) عليهم بالغلبة والمعونة الإللهية له ( عنهم الذي حصل له خرقا للعادة ظفرا عليهم وخيبة لهم، واستعماله (الظهور) فيما ذكر مع أن مقابلته با الخفاء) توهم أنه أراد به ضده.. من الفن المسمى بالتورية والإيهام، وهي : أن يذكر لفظا له معنيان بالاشتراك، أو التواطو، أو الحقيقة والمجاز، أحدهما بعيد، فيقصده ويوري عنه بالقريب؛ فيتوهمه السامع من آول وهلة، وهو هنا ضد (الخفاء) الموهم له قوله : (واختفى) قال الزمخشري : (لا نرى بابا أدق ولا ألطف من التورية، ولا أنفع ولا أعون على تعاطي تأويل المتشابهات في كلام الله تعالى ورسوله، نحو : الرحمن على العرش أستوى} أريد من الاستواء : معناه البعيد الذي هو الاستيلاء، دون القريب الذي هو الاستقرار في المكان ؛ لاستحالته على الله تعالى) اه ملخصا وهلذه تسمى مجردة؛ لأنه لم يذكر فيها شيء من لوازم المورى به ولا المورى عنه، وألحق بها ما ذكر فيه لازم كل منهما؛ لأنهما تكافا حينئذ، ومنه ما في البيت، فإنه ذكر فيه لازم كل منهما بذكر (اختفى) وبا الخفاء)؛ إذ المتبادر منه أنه ليس المراد بالظهور ضد الخفاء، فإن ذكر لازم أحدهما سميت مرشحة، نحو: والسماء بنينلها يأييد وانا لموسعون} فإنه يحتمل الجارحة وهو المورى به ، ورشح له بذكر البناء، ويحتمل القوة والقدرة وهو البعيد المقصود، وزاد بعضهم في حد التورية: مع صحة كل من المعنيين، ولا معنى لهلذه الزيادة كما علم مما تقرر في آية الاستواء والبناء، ولعله أراد في الجملة لا بالنظر لما الكلام فيه، وعليه فوجه صحة الظهور الذي هو ضد الخفاء هنا : أن من المعلوم آن شدة قرب المرئي من العين توجب عدم إدراكها له، فكذلك هنا لما اشتد قربهم منه. . لم يدركوه، ولا يمنع منه أن الأول عادي والثاني خارق للعادة.
وكالتورية في كونه أشرف أنواع البديع.. الاستخدام، بل فضله بعضهم عليها،
مخ ۱۳۴