133

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

وكفته بنشجها عنكبوث ما كفته الحمامة الحضداء (وكفته بسجها عنكبوت) يقع على الواحد والجمع والذكر والأنثى (ما) أي: الأعداء الذين (كفته) إياهم (الحمامة الحصداء) أخذه من قولهم : شجرة حصداء!

أي: كثيرة الورق، فاستعاره للحمامة لكثرة ريشها، ووصف الحمامة با ورقاء) و(حصداء) لاجتماعهما فيها، والممتنع إنما هو الوصف بمتضادين أو متماثلين وروي : أن الحمامتين باضتا في أسفل النقب، ونسج العنكبوت على أعلاه فقالوا : لو دخلا. لتكسر البيض وتفتح نسج العنكبوت.

قال الأئمة : وهلذا أبلغ في الإعجاز من مقاومة القوم بالجنود.

وروي: أنه صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم؛ أغم أبصارهم" فعميت عن دخوله، وجعلوا يضربون يمينا وشمالا حول الغار؛ لظنهم أن الحمام لا يحوم حوله، وأن العنكبوت لا تنسج عليه وفيه أحد؛ لما جرت العادة أنهما متوحشان، مهما أحسا بالاتسان. فرا منه، وما علموا أن الله سبحاته وتعالى يسخر ما شاء من خلقه لمن شاء من عباده، وأن وقاية الله تعالى عبده بما أراده تغنيه عن التحصن بالأمكنة والأسلحة وصح: أن أبا بكر رضي الله عنه قال : يا رسول الله ؛ لو أن أحدهم نظر إلى قدميه.. لرآنا، فقال صلى الله عليه وسلم : " ما ظنك بأثنين الله ثالثهما؟ "(1).

ولذاقال الناظم: وأختفى منهم على قزب مزآ ومن شدة الظهور الخفاء (واختفى) صلى الله عليه وسلم؛ أي : استتر، والأحسن: عطفه على : (وآواه (1) أخرجه البغاري (4663)، ومسلم (2381)، وابن حبان (2278)، والترمذي (3096)، وأحمد (4/1)، والبزار (36).

199

مخ ۱۳۳