مشارق انوار د عقولو لپاره
مشارق أنوار العقول
ژانرونه
( قوله وهكذا العزم على الكفران) أي ومثل هذه الكبائر الأربع في صورة التوبة العزم على الكفر لأنه من الكبائر القلبية فالتوبة منه إعدامه وردع النفس عنه فلا يشترط فيه إظهار التوبة على اللسان، وقد عرفت مما مر أن الكفر نوعان كفر نعمة وكفر شرك فالعزم على كفر النعمة فسق على الصحيح، وأما العزم على الشرك فقد صرح ابن حجر بأنه شرك ووجهه أنه لا يكون عازما على الشرك إلا وهو شاك في الإسلام أو جاهل بحقيقته أو معاند له وجميع الأوجه شرك.
(قوله فالحق أنه من العصيان) أي فالحق أن العزم على الكفران هو من جملة العصيان، وأنه لم يدخل تحت الأشياء المعفو عنها بحديث ((إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به))([39]) لحديث ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه))([40]) فعلل بالحرص وللإجماع على المؤاخذة بأعمال القلوب كالحسد ونحوه ولقوله تعالى ((ومن يرد فيه بإلحاد بظلم))([41])الآية على تفسير الإلحاد بالمعصية ولقوله تعالى ((إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا))([42]) وللسبكي([43]) في تفصيل حديث النفس كلام أحسن فيه جدا فقال ما نصه الذي يقع في النفس من قصد المعصية على خمس مراتب.
مخ ۳۳۴