الباب الثالث من الركن الثاني: المقصد الأول
في جواز بعث الرسل والحكمة في بعثهم
( ثم من الجائز بعث الرسل =يهدوننا إلى الصراط الأعدل)
مخ ۳
(مقرونة دعواهم تفضلا= بمعجزات تبطل التقولا)
(قوله ثم من الجائز) أي العقلي المعبر عنه بالإمكان الخاص المنافي للوجوب والاستحالة أي من الجائز في حقه تعالى بعث الرسل الخ لا من الواجب عليه تعالى خلافا للمعتزلة والفلاسفة، ولا من المستحيل عليه خلافا للبراهمة(1) والسمنية (2) ونحوهم، أما المعتزلة فأوجبوا بعثة الرسل على الله تعالى لأن صلاحية أمر المعاش والمعاد متوقفة على وجودهم، فلا يتم نظامها إلا بهم، وهو مبني على مذهبهم الفاسد بوجوب رعاية الأصلحية على الله تعالى ووجوب مراعاة الأصلحية مبني على قولهم بتحكيم العقل ورد الشرع إليه وقد تقدم إبطاله. (وأما الفلاسفة) فقد أوجبوا ذلك على الله تعالى بطريق العلة والطبيعة، وبطلان مذهبهم ظاهر لأن الله تعالى هو الصانع المختار لا العلة ولا الطبيعة.
(وأما) القائلون باستحالة البعثة فمنهم من ذهب أنها مستحيلة لذاتها لاحتمال أن يكون ذلك الخبر الذي جاء إلى هذا البشر إنما هو من إلقاء الجن إليه.
وأجيب بأنه يخلق الله في البشر الموحى إليه علما يدرك به أن ذلك الخبر من عند الله تعالى لا من عند الجن والشياطين.
(ومنهم) من زعم أنها مستحيلة لاستحالة التكليف مع إمكانها في نفسها (ومنهم) من زعم أنها مستحيلة لاستحالة خرق العادة عقلا وأجيبوا بأن خرق العادة ليس هو بأشد من إبداء خلق السماوات والأرض. (ومنهم) من قال بجوازها وأنكر وقوعها وأجيبوا بوجود المعجزات الدالة على وقوع النبوة حيث لا معارض.
(قوله: بعث الرسل) أي إرسال الرسل إلى الخلق مبشرين ومنذرين مقرونين بالمعجزة الدالة على صدقهم وكذلك أيضا من الجائز عليه تعالى الإيحاء إلى نبي لم يأمره بالتبليغ فيختص باسم النبي دون الرسول لما سيأتي من الفرق بينهما.
مخ ۴
( تنبيه) يترتب على قولنا أن بعث الرسل من الجائز العقلي عدم وجوب معرفة أن لله رسولا بخاطر البال فإنه متى ما جوز العقل وجود بعث الرسول وعدمه كان معه كلا الطرفين سواء، فلا يكون طريق معرفة البعث إلا السماع.
(قوله يهدوننا) أي ينصبون لنا الأدلة الكائنة سببا لهدايتنا إلى سلوك طريق رضوان ربنا، وهذا هو الحكمة في إرسالهم ولا يغني عنهم في ذلك العقل كما زعمه بعض الملحدة، حيث قالوا: إن العقل يهتدي إلى معرفة الحسن فيفعله والقبيح فيتركه والأشياء التي لم يحكم فيها العقل بحس ولا قبح تفعل عند الضرورة وتجتنب عند عدمها.
(وجوابهم): أن العقل لا يدرك من التكاليف إلا بعضها، فلا يدرك ما كان كالصلاة ووظائفها والصوم ووظائفه ونحو ذلك، فلا غنى عن الرسول به ولو سلمنا أنه يدرك ذلك لكان إدراكه له متفاوتا محتاجا إلى مدة طويلة، وربما وقع في مهلكة قبل إدراكه لها فالرسول كالطبيب الحاذق الذي يعرف الداء والدواء وطبائع الأدوية، فيخبر الناس أن هذا لكذا وهذا لكذا وذا لكذا، فإنه وإن أمن أن الناس يدركون طبائع تلك الأدوية وأسرارها بمحض التجربة فلربما وقعوا في مدة تجربتهم لها في الدواء القاتل لهم فظهرت حكمة وجود الطبيب لهم.
(قوله إلى الصراط الأعدل) أي الطريق المستوي المبلغ إلى رضوان الله تعالى.
(قوله مقرونة دعواهم) حال من فاعل يهدوننا، أي يهدوننا إلى الصراط المستقيم حال كونهم مقرونة دعواهم بأنهم أنبياء وأنهم رسل من الله إلى خلقه، وأنهم مبلغون عن الله ما أمرهم بتبليغه بمعجزات خارقة للعادة مبطلة لمعارضة المعاند لهم، شاهدة على تصديق مدعاهم نازلة منزلة صدق عبدي في كل ما بلغه عني، وقرن دعواهم بتلك المعجزات إنما هو عن محض تفضل الله تعالى لا عن وجوب ولا عن إيجاب.
قال الباجوري: (وأعلم) أن المعجزة لغة: مأخوذة من العجز وهو ضد القدرة وعرفا: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي الذي هو دعوى الرسالة أو النبوة مع عدم المعارضة.
مخ ۵
وقال السعد(3): هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرين على الإتيان بمثله وقد اعتبر المحققون فيها سبعة قيود.
الأول: أن تكون قولا أو فعلا أو تركا فالأول كالقرآن.
والثاني: كنبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم.
والثالث: كعدم إحراق النار لسيدنا إبراهيم، وخرج بذلك الصفة القديمة كما إذا قال: آية صدقي كون الإله متصفا بصفة الاختراع.
الثاني: أن تكون خارقة للعادة وهي ما اعتاده الناس واستمروا عليه مرة بعد أخرى، وخرج بذلك غير الخارق كما إذا قال: آية صدقي طلوع الشمس من حيث تطلع وغروبها من حيث تغرب.
الثالث: أن تكون على يد مدعي النبوة أو الرسالة، وخرج بذلك الكرامة وهي: ما يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح والمعونة وهي ما يظهر على يد العوام تخليصا لهم من شدة.
والاستدراج: وهو ما يظهر على يد فاسق خديعة ومكرا به.
والإهانة: وهي ما يظهر على يده تكذيبا له كما وقع لمسيلمة(4) الكذاب فإنه تفل في عين أعور لتبرأ فعميت الصحيحة.
الرابع: أن تكون مقرونة بدعوى النبوة أو الرسالة حقيقة أو حكما بأن تأخرت بزمن يسير، وخرج بذلك الإرهاص وهو ما كان قبل النبوة والرسالة تأسيسا لها كإظلال الغمام له صلى الله عليه وسلم قبل البعثة.
الخامس: أن تكون موافقة للدعوى وخرج بذلك المخالف لها كما إذا قال آية صدقي في انفلاق البحر فانفلق الجبل.
السادس: أن لا تكون مكذبة له وخرج بذلك ما إذا كانت مكذبة له كما إذا قال آية صدقي نطق هذا الجماد فنطق إنه مفتر كذاب، بخلاف ما لو قال: آية صدقي نطق هذا الإنسان الميت وإحياؤه فأحيا ونطق بأنه مفتر كذاب والفرق أن الجماد لا اختيار له فاعتبر تكذيبه لأنه أمر إلهي والإنسان مختار فلا يعتبر تكذيبه لأنه ربما اختار الكفر على الإيمان.
السابع: أن تتعذر معارضته وخرج بذلك السحر ومنه الشعبذة وهي: خفه في اليد يرى أن لها حقيقة ولا حقيقة لها، كما يقع للحواة وزاد بعضهم.
مخ ۶
ثامنا: وهو أن لا تكون في زمن نقض العادة كزمن طلوع الشمس من مغربها، وخرج بذلك ما يقع من الدجال كأمره للسماء أن تمطر فتمطر وللأرض أن تنبت فتنبت، وقد نظم بعضهم أقسام الأمر الخارق للعادة فقال:
إذا ما رأيت الأمر يخرق عادة = فمعجزة أن من نبي لنا صدر
وإن بان منه قبل وصف نبوة= فالإرهاص سمه تتبع القوم في الأثر
وإن جاء يوما من ولي فإنه الكر=امة في التحقيق عند ذوي النظر
وإن كان من بعض العوام صدوره= فكنوه حقا بالمعونة واشتهر
ومن فاسق إن كان وفق مراده=يسمى بالاستدراج فيما قد استقر
وإلا فيدعى بالإهانة عندهم=وقد تمت الأقسام عند الذي اختبر
وزاد بعضهم السحر وقيل أنه ليس من الخوارق لأنه معتاد عند تعاطي أسبابه انتهى.
(قوله تفضلا) أي إعطاء غير ناشئ عن وجوب عليه تعالى كما تقول المعتزلة، ولا عن إيجاب كما تقول الفلاسفة، وانتصب على أنه حال من معجزات تقديره متفضلا بها عليهم.
(قوله بمعجزات) جمع معجزة بالمعنى المتقدم ذكره وإنما جمع المعجزات مع أنه يكفي لكل رسول معجزة واحدة من باب مقابلة الجمع بالجمع وذلك أنه جمع الرسل فقابلهم بجمع المعجزات، كقولك لبس القوم ثيابهم أي لبس كل واحد منهم ثوبه المختص به (قوله تبطل التقولا) أي تلك المعجزات تسقط تقول المعارض وذلك التقول تكذيبهم الرسل وزعمهم أنهم يقدرون على الإتيان بمثل ما جاؤوا به كما وقع مثل ذلك لفرعون مع موسى عليه السلام حيث قال: ((فلنأتينك بسحر مثله))(5) وكما وقع لكذاب اليمامة في وضعه سجعات يزعم أنها أوحيت إليه يريد بها معارضة الكتاب العزيز، فبقيت أضحوكة عليه إلى يوم القيامة.
مخ ۷
------------------------------ 1- من الناس من يظن أنهم براهمة لانتسابهم إلى إبراهيم عليه السلام وذلك خطأ فإن هؤلاء هم المخصصون بنفي النبوات أصلا ورأسا فكيف يقولون بإبراهيم عليه السلام؟ والقوم الذين اعتقدوا نبوة إبراهيم عليه السلام من أهل الهند فهم الثنوية القائلون بالنور والظلمة على رأس أصحاب الاثنين وهؤلاء إنما انتسبوا إلى رجل منهم يقال له براهم وقد مهد لهم نفي النبوات أصلا وقرر استحالة ذلك في العقول.
والبراهمة تفرقوا أصنافا فمنهم أصحاب البدوة ومنهم أصحاب الفكر ومنهم أصحاب التناسخ.
2- السمنية: قوم ينفون النظر والاستدلال ويقولون بقدم العالم وزعموا أنه لا معلوم إلا من جهة الحواس الخمس وأنكر أكثرهم المعاد والبعث بعد الموت وقال فريق منهم بتناسخ الأرواح في الصور المختلفة وأجازوا أن ينقل روح الإنسان إلى كلب وروح الكلب إلى إنسان.
راجع التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ص149. راجع الفرق بين الفرق ص270
3- هو مسعود بن عمر بن عبدالله التفتازاني سعد الدين، من أئمة العربية والبيان والمنطق، ولد بتفتازان عام 712 ه من بلاد خراسان وأقام بسرخس وأبعده تيمور لنك إلى سمرقند فتوفي فيها ودفن في سرخس كانت في لسانه لكنة.
من كتبه (تهذيب المنطق، والمطول في البلاغة، ومقاصد الطالبين، وإرشاد الهادي) وغير ذلك كثير وكانت وفاته عام 793 ه.
راجع بغية الوعاة 391 ومفتاح السعادة 1: 165 والدرر الكامنة 4: 350 وآداب اللغة 3: 235 ودائرة المعارف الإسلامية 5: 339.
4- هو مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي الوائلي أبو ثمامة متنبئ من المعمرين، وفي الأمثال ((أكذب من مسيلمة)) ولد ونشأ باليمامة بوادي حنيفة في نجد وتقلب في الجاهلية بالرحمن وعرف برحمان اليمامة ولما ظهر الإسلام ودانت بذلك العرب جاءه وفد من بني حنيفة فأسلم الوفد، ادعى النبوة فأرسل إليه أبو بكر الجيوش بقيادة خالد بن الوليد فقضى عليه عام 12 ه.
مخ ۸
راجع ابن هشام 3: 74 والروض الأنف 2: 340 والكامل لابن الأثير 2: 137 140 وشذرات الذهب 1: 23.
5- سورة طه آية رقم 58 وتكملة الآية (فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى).
قال ابن عباس: وكان يوم الزينة يوم عاشوراء، وقال السدي وقتادة وابن زيد كان يوم عيدهم، وقال سعيد بن جبير: كان يوم سوقهم، ولا منافاة.
وقال وهب بن منبه: قال فرعون يا موسى اجعل بيننا وبينك أجلا ننظر فيه قال موسى لم أؤمر بهذا إنما أمرت بمناجزتك إن أنت لم تخرج دخلت إليك، فأوحى الله إلى موسى أن اجعل بينك وبينه أجلا وقل له أو يجعل هو. قال فرعون اجعله إلى أربعين يوما ففعل. وقال مجاهد وقتادة مكانا سوى منصفا، وقال السدي: عدلا، وقال عبدا لرحمن بن زيد ابن اسلم مكانا مستو بين الناس وما فيه لا يكون صون ولا شيء يتغيب بعض ذلك عن بعض مستو حين يرى. والله أعلم.
المقصد الثاني: فيما يجب للرسل.....
المقصد الثاني: فيما يجب للرسل وما يستحيل عليهم وما يجوز في حقهم وفي حكم ذلك
(وواجب عليك أن تعرف ما= يجوز للرسل وما قد لزما)
(وما استحال عنهم فاللازم =في حقهم نعتا هي المكارم)
(كالصدق والتبليغ والأمانة=والعقل والضبط وكالفطانة)
(والمستحيل ضدها كالكذب =وكالجنون وارتكاب الريب)
(قوله وواجب عليك) أي وجوبا شرعيا بعد قيام حجة السمع به.
(قوله أن تعرف ما يجوز للرسل الخ) أعلم أن للرسل صفات جائزة وواجبة ومستحيلة، وكذلك الأنبياء أيضا وخص الرسل بالذكر لشرفهم على الأنبياء، ولا عناد المعاند وتكذيبه أكثر ما وقع في حقهم (قوله يجوز للرسل) أي جوازا شرعيا (قوله وما قد لزما) أي لزوما شرعيا.
مخ ۹
( قوله وما استحال عنهم) استحالة شرعية وإنما قيدنا جميع ذلك بالشرع لأن الشرع هو الذي قضى لهم بذلك، أي استفيد اتصافهم بالمكارم الآتي ذكرها واستحالة أضدادها عليهم وجواز ما عدا ذلك في حقهم إنما علم من طريق الشرع، كما ستقف عليه من أدلة العصمة، وذهب بعضهم إلى أن اتصافهم بتلك المكارم واستحالة أضدادها عليهم إنما هو من طريق العقل أي العقل قضى بأن من كان نبيا يجب له كذا ويستحيل عليه كذا (قوله فاللازم في حقهم) أي في جانبهم أي في جانب نعتهم (قوله نعتا) أي وصفا تمييز مبين لإجمال النسبة الإضافية والأصل في حق نعتهم (قوله هي المكارم) جمع مكرمة بضم الراء وهي الخصلة المحمودة.
مخ ۱۰
( قوله كالصدق) هو مطابقة للواقع أي يجب في حق الأنبياء اتصافهم بالصدق في إخبارهم قال الباجوري: ولو بحسب اعتقادهم كما في قوله صلى الله عليه وسلم ((كل ذلك لم يكن))(1) لما قال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله حين سلم من ركعتين (أقول) إن الخبر لا يوصف بالصدق بنفس مطابقة الاعتقاد دون الواقع، كما هو مذهبنا ومذهب الأشاعرة فينبغي أن يقال في مثل هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن الواقع في ظنه فإنه ظن حال إخباره أن كل ذلك لم يقع فإذا هو واقع بعضه قال (فإن قيل) قد مر صلى الله عليه وسلم على جماعة يؤبرون النخل وقال: لو تركتموها لصلحت فتركوها فشاصت(2) (أجيب) بأن هذا من قبيل الإنشاء لأن المعنى كان في رجائي ذلك والإنشاء لا يتصف بصدق ولا كذب، وعدم وقوع المترجي لا يعد نقصا قال: ودليل صدقهم عليهم الصلاة والسلام لو لم يصدقوا للزم الكذب في خبره تعالى لتصديقه تعالى لهم بالمعجزة النازلة منزلة قوله تعالى ((صدق عبدي في كل ما يبلغ عني)) وتصديق الكاذب كذب وهو محال في حقه تعالى، فملزومه وهو عدم صدقهم محال وإذا استحال عدم صدقهم وجب صدقهم وهو المطلوب، لكن هذا الدليل إنما يدل على صدقهم في دعوى الرسالة وفي الأحكام الشرعية لأن ذلك هو الذي بلغوه عن الله تعالى ولا يدل على صدقهم في غير ذلك كقام زيد وقعد عمرو، لكن يدل عليه دليل الأمانة لأنه داخل فيها وعلم من ذلك أن أقسام الصدق ثلاثة المقصود هنا الأولان وأما الثالث فهو داخل في الأمانة كما علمت انتهى.
مخ ۱۱
( قوله والتبليغ) وهو إيصال ما أمروا بإيصاله ولو أدى ذلك إلى هلاكهم خلافا للشيعة(3) القائلين بجواز ترك التبليغ وإظهار الكفر من الأنبياء للتقية إذا خافوا الهلاك (قلنا) لو جاز في حقهم ذلك للزم إبطال الدعوة أصلا لكثرة المخالفين لهم في مبدأ أمرهم والقاصدين لهم بالسوء حتى أن منهم من القي في النار ومنهم من نشر بالمنشار وإنما قيدنا التبليغ بالمأمورين بتبليغه ليخرج ما أمروا بكتمانه فإنه يجب في حقهم كتمانه وما خيروا فيه في تبليغه وعدمه فإنه يكون في حقهم ما شاؤوا من الطرفين. قال الباجوري: والدليل على وجوب تبليغهم عليهم الصلاة والسلام أنهم لو كتموا شيئا مما أمروا بتبليغه للخلق لكنا مأمورين بكتمان العلم لأن الله تعالى أمرنا بالإقتداء بهم واللازم باطل لأن كاتم العلم ملعون، ولو جاز عليهم كتمان شيء لكتم رئيسهم الأعظم صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ((وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه))(4).
وأصح محامله ما نقله من يعول عليه في التفسير عن علي بن الحسين من أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه فلما شكاها إليه زيد قال: أمسك عليك زوجك واتق الله وأخفى في نفسه ما أعلمه به من أنه سيتزوجها والله مبدي ذلك بطلاق زيد لها وتزويجها له صلى الله عليه وسلم ومعنى الخشية: استحياؤه صلى الله عليه وسلم من الناس أن يقولوا تزوج زوجة ابنه أي من تبناه فعاتبه الله على هذا الاستحياء لعلو مقامه وما قيل من أنه صلى الله عليه وسلم تعلق قلبه بها وأخفاه فلا يلتفت إليه وإن جل ناقلوه فإن أدنى الأولياء لا يصدر عنه مثل هذا الأمر فما بالك به صلى الله عليه وسلم؟ وهذا هو الذي نعتقده وندين لله به كما نقله السنوسي(5) في كتبه ا. ه.
مخ ۱۲
( قوله والأمانة) وهي حفظ ظواهرهم وبواطنهم من التلبس بمنهي عنه ولو نهي كراهة أو خلاف الأولى وهم محفوظون ظاهرا من الزنا وشرب الخمر والكذب وغير ذلك من منهيات الظاهر، ومحفوظون باطنا من الحسد والكبر والرياء وغير ذلك من منهيات الباطن، ولا يقع منهم مكروه ولا خلاف الأولى على وجه كونه مكروها أو خلاف الأولى وإذا وقع صورة ذلك فهو للتشريع فيصير واجبا أو مندوبا في حقهم فأفعالهم عليهم الصلاة والسلام دائرة بين الواجب والمندوب، ودليل وجوب الأمانة لهم عليهم الصلاة والسلام أنهم لو خانوا بفعل محرم أو مكروه أو خلاف الأولى لكنا مأمورين به لأن الله تعالى أمرنا بإتباعهم في أقوالهم، وأفعالهم، وأحوالهم من غير تفصيل، وهو تعالى لا يأمر بمحرم ولا مكروه ولا خلاف الأولى، فلا تكون أفعالهم محرمة ولا مكروهة وخلاف الأولى وهذا الدليل وإن كان على صورة الدليل العقلي هو في الحقيقة دليل شرعي، لأن دليل الملازمة شرعي وبطلان التالي بدليل شرعي وهو أن الله لا يأمر بالفحشاء ا. ه باجوري بتصرف.
(قوله والعقل) هو ما يدرك به حقائق الأشياء قيل محله الرأس وقيل محله القلب أي يجب في حقهم أن يكونوا عاقلين للأشياء المعقولة فلا يكون النبي مجنونا ولا معتوها ولا من سائر الحيوانات الغير العاقلة والدليل على أن النبي لا يكون مجنونا إنكاره تعالى على من وصف نبيه بالجنة في قوله تعالى ((أم به جنة))(6) ((قالوا ساحر أو مجنون))(7) فلو جاز وصفهم بالجنة لما أنكر على من وصفهم بها لكنه أنكر على من وصفهم بها فدل على أنه لا يجوز وصفهم بلك، وأما العته فهو من الجنون فدليل استحالته دليل استحالته.
مخ ۱۳
( وأما) دليل وجوب عدم كونه من الحيوانات الغير العاقلة قوله تعالى((وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم))(8) الآية فهذه الآية صريح في نفي إرسال غير الرجال قبل نبينا عليه الصلاة والسلام ونبينا رجل أيضا فدل على أنه لم يكن رسول من غير جنس العقلاء. لكن الآية دليل في الرسل خاصة.
(وأما) الأنبياء فيستدل على أنهم من جنس العقلاء بقوله تعالى ((أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح))(9).
ويحتمل أن يقال أن هذا الدليل خاص بالمشار إليهم وهم المذكورون في السورة.
مخ ۱۴
( اعلم) أن وجود الأنبياء من غير العقلاء ليس مما يستحيل عقلا بل جائز لكنه لم يقع ولو وقع لنقل أما قوله تعالى ((وأوحى ربك إلى النحل))(10)فليس هو من الإيحاء بالنبأ وإنما هو بمعنى الإلهام أي وألهمها ربك أن تتخذ من الجبال بيوتا إلى آخره (قوله والضبط) هو حفظ الشيء بحزم وفي الاصطلاح: سماع الكلام كما يحق سماعه ثم فهم معناه الذي أريد به ثم حفظه ببذل مجهوده والثبات عليه بمذاكراته إلى حين أدائه إلى غيره ا. ه والمراد به ها هنا المعنى اللغوي أي ومما يجب في حقهم أن يكونوا حافظين لما ألقي إليهم من الوحي على سبيل الحزم منهم عن نسيان شيء منه لأن الإهمال مؤد إلى التهاون بأمر الآمر بالتبليغ والتهاون بأمر خالقهم كبيرة وهم معصومون عنها فدليل وجوب الضبط هو دليل وجوب العصمة كما سيأتي إن شاء الله (قوله وكالفطانة) هي التفطن والتيقظ لإلزام الخصوم وإبطال دعاويهم الباطلة والدليل على وجوب الفطانة لهم عليهم الصلاة والسلام آيات كقوله تعالى((وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم))(11) والإشارة عادة إلى ما احتج به إبراهيم على قومه من قوله ((فلما جن عليه الليل)) إلى قوله ((وهم مهتدون))(12) وكقوله تعالى حكاية عن قوم نوح ((يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا))(13) أي خاصمتنا فأطلت جدالنا أو أتيت بأنواعه وكقوله تعالى ((وجادلهم بالتي هي أحسن))(14) أي بالطريق التي هي أحسن بحيث تشتمل على نوع إرفاق بهم ومن لم يكن فطنا بأن كان مغفلا لا تمكنه إقامة الحجة ولا المجادلة (لا يقال) هذه الآيات ليست واردة إلا في بعضهم فلا تدل على ثبوت الفطانة لجميعهم لأنا نقول (ما ثبت لبعضهم من الكمال يثبت لغيره فثبتت الفطانة لجميعهم وإن لم يكونوا رسلا بل أنبياء فقط، فاللائق بمنصب النبوة أن يكون عندهم من الفطانة ما يردون به الخصم على تقدير وقوع جدال منهم ا. ه باجوري.
مخ ۱۵
( قوله والمستحيل ضدها) أي والممتنع ثبوته في حقهم ضد تلك المكارم وضد الشيء هي الصفة التي تعاقبه في محله ولا تجتمع معه ونقيض الشيء كذلك أيضا لكن الفرق بين الضدين والنقيضين أن الضدين لا يجتمعان وقد يرتفعان كالسواد والبياض فإنهما قد يرتفعان عن المتلون فيتصف بالحمرة والخضرة ونحوهما، وأما النقيضان فلا يجتمعان ولا يرتفعان بمعنى أنه لا ينعدمان معا ولا يوجدان معا، بل إذا وجد أحدهما امتنع الآخر كالوجود والعدم(15) والحدوث والقدم (قوله كالكذب) هو عدم مطابقة الخبر للواقع ودليل استحالته هو دليل وجوب الصدق لهم، فإن من وجب صدقه استحال كذبه (قوله وكالجنون) هو اختلال العقل بحيث يمنع جريان الأفعال والأقوال على نهج العقل إلا نادرا، وهو عند أبي يوسف(16) إن كان حاصلا في أكثر السنة فمطبق وما دونها فغير مطبق ا. ه وقد تقدم دليل استحالته عليهم وكذلك العته وهو عبارة عن آفة ناشئة عن الذات توجب خللا في العقل، فيصير صاحبه مختلط العقل فيشبه بعض كلام العقلاء وبعض كلام المجانين بخلاف السفه فإنه لا يشابه المجنون لكن تعتريه خفة إما فرحا وإما غضبا ا. ه وهو أيضا مستحيل في حقهم لأن تلك الخفة مغيرة للعقل فتجري أفعالهم وأقوالهم على خلاف الحكمة ولأن السفه مناف لرتبة الاصطفاء وداع إلى التنفر عن الإتباع وقاض برد القول إلى قائله، وقد أخبرنا تعالى أنهم المصطفون وقد أمرنا بإتباعهم ونهانا عن رد قولهم إليه فوجب أن لا يكونوا سفهاء، وهذه الأدلة قاضية أيضا باستحالة الجنون والعته عليهم (قوله أو ارتكاب الريب) جمع ريبة وهي ما تكون سببا للتهمة أي يتهم بها فاعلها فتشمل جميع المعاصي ما عدا الصغير الغير الخسيس الناشئ عن غير تعمد، فإن وقوع هذا لا يجب تهمة فاعله.
مخ ۱۶
( أعلم) أن الأمة اتفقوا على عصمة الأنبياء من ارتكاب الشرك عمدا وأجازت الشيعة ارتكابه لهم إذا خافوا الهلاك بعدم ارتكابه، وقد تقدم بطلان قولهم وإنه يؤدي إلى إخفاء الدعوة التي بعث لأجلها الرسول وأجمعوا أيضا على استحالة الكذب عليهم فيما بعثوا به عمدا وسهوا وقد تقدم دليله واختلفوا في جواز الكذب عليهم سهوا في غير ما بعثوا بتبليغه وكذلك أيضا اختلفوا في جواز ارتكاب الصغيرة الغير الخسيسة، وأما الخسيسة كسرقة لقمة ونحوها فمستحيلة عليهم اتفاقا وكذلك كبائر غير الشرك، وذهبت الحشوية إلى جوازها عليهم ومنع الجبائي(17) في حقهم الصغيرة والكبيرة والخسيسة وغيرها على سبيل التعمد، هذا كله بعد النبوة وأما قبلها فذهب جمهور من الأشاعرة والمعتزلة إلى جوازها أي الكبائر عليهم ومنعها بعض المعتزلة لأنها مما ينفر عن الإتباع بعد النبوة، ومنع بعضهم كل ما ينفر ككون الأم عاهرة ونحو ذلك ومنعت الرافضة(18) الصغيرة والكبيرة قبل النبوة وبعدها.
مخ ۱۷
( والمذهب) أنهم معصومون بعد النبوة من الكبائر مطلقا ومن خسيس الصغائر أيضا لما تقدم من الأدلة على وجوب ما يجب لهم وعلى استحالة ما يستحيل عليهم وأما قبل النبوة فلا دليل سمعي يرفع ذلك عنهم أما بعد النبوة فغير مسلم لأن الاصطلاح الأخير ممح للإفساد الأول (لا يقال) إن في قوله تعالى ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان))(19)وفي قوله تعالى حكاية عن إبليس ((إلا عبادك منهم المخلصين))(20)دليلا على أن الشيطان لا سبيل له عليهم وعدم السبيل غير مقيد بزمان دون زمان فتستحيل عليهم مطلقا قبل النبوة وبعدها (لأنا نقول) إن السبيل ممتنع حال الإخلاص لا قبله لأنه نفي عنهم حال اتصافهم بذلك (واعلم) أن تجويزنا عليهم الكبائر قبل النبوة لا يستلزم وقوعها منهم لأن الجواز أخص من الوقوع وقد قلنا به لاستصحاب الحال مع عدم المانع ولو صح دليل على منعه لمنعناه لأن المنع هو اللائق بمنصبهم الكريم (ولنا) على عصمتهم بعد النبوة أدلة (منها) أنا قد أمرنا بإتباعهم كقوله تعالى ((وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا))(21) وقوله ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوه يحببكم الله))(22) فلو جازت عليه الكبائر والخسائس لكنا مأمورين بارتكابها حال إتباعنا لهم فيها وهو باطل (ومنها) أنهم لو جاز عليهم ذلك لكانوا غير مقبولي الشهادة في شيء من أمور الدنيا لقوله تعالى ((إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا))(23) فكيف يقبل منهم ما جاؤوا به عن الله تعالى (ومنها) أنه لو جاز عليهم ذلك لدخلوا تحت اللوم والتوبيخ من قوله تعالى ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم))(24) (ومنها) انه لو جاز عليهم ذلك لجاز عليهم الزجر والتعنيف لعموم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيكون ذلك إيذاء في حقهم وهو محجور (ومنها) لو جاز عليهم ذلك لضوعف العذاب في حقهم ولكانوا أشر من فساق العوام لأن ذا المنصب العالي إذا عصى كان العصيان أقبح منه ولضوعف عليه العذاب بدليل ((من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين))(25) (ومنها) قوله تعالى ((لا ينال عهدي الظالمين))(26) ولا عهد فوق النبوة (ومنها) قوله تعالى ((ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين))(27) (ومنها) أنه تعالى قسم المكلفين قسمين فجعلهم حزبين وحزب الشيطان هم العصاة وهم الخاسرون ((ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون))(28) وأنت إذا تأملت هذه الأدلة كلها رأيتها أدلة لعدم الوقوع لا لرفع الجواز بالكلية لكن دليلنا على رفع الجواز أن نقول هكذا لو جاز عليهم ذلك لوقع منهم أو من أحدهم كما وقع من غيرهم لكنه لم يقع منهم ولا من أحدهم فدل على أنهم معصومون منه، ودليل آخر هو قوله تعالى حكاية عن إبليس ((إلا عبادك منهم المخلصين))(29) وقوله ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان))(30) ولا شك أن الإخلاص لم يفارقهم منذ اصطفاهم الله لوحيه وإنهم عباده المصطفون وإذا كانوا كذلك فليس للشيطان عليهم سبيل فثبتت لهم العصمة (لا يقال) إن هذا الدليل ناف لارتكابهم الصغائر الخفيفة أيضا (لأنا نقول) إن صدور مثل ذلك منهم ليس هو من تسليط الشيطان عليهم وإنما منشأ ذلك غفلة أو سهو أو تأويل من فاعله كما في قصة آدم عليه السلام (فإن قيل) إن ما وقع لآدم هو من كيد الشيطان لأنه هو الموسوس والمزين لهم ذلك (اجبنا) بأنه ليس ذلك من تسليط الشيطان عليه وإنما وقع بتأول آدم عليه السلام النهي عن شجرة مخصوصة لا عن جنس تلك الشجرة فأكل من شجرة غير المشار إليها لكنها من جنسها كذا قيل، وفي ظاهر قوله تعالى حكاية عن إبليس ((ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة))(31) ما يرده لكن الجواب عنه أن آدم عليه السلام نسي النهي فأكل بعد النسيان لقوله تعالى ((ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي))(32) ولا يرد هذا بذكر إبليس لهم النهي لاحتمال أن يكون النسيان بعد ذلك وهذا الاحتمال موجود أيضا في تأول آدم النهي عن شجرة بعينها لا عن جنسها فإنه وإن أشار إليها الخبيث فيحتمل أن يكون آدم عليه السلام لم يلتفت إلى تلك الإشارة وقيل أكل آدم من الشجرة قبل أن ينبأ، وعليه فلا إشكال لأنا لا ندعي العصمة للأولياء بل للأنبياء ولا ندعيها أيضا لهم قبل النبوة.
وما عدا ذلك فهو ممكن = في حقهم إلا الذي يستهجن
(قوله وما عدا ذلك) أي المذكور من واجب ومستحيل فهو ممكن أي جائز في حقهم. أخر هذا القسم عن الواجب والمستحيل لأنه بمنزلة المركب منهما حيث جاز لهم الطرفان الفعل والترك، وذلك كالأكل والشرب والنوم والجماع، ومخالطة الناس والمشي في الأسواق نحو ذلك من الخصال الجبلية التي خلقوا محتاجين إليها لا يستطيعون منع أنفسهم عنها أو التي خيروا في فعلها وتركها (قوله إلا الذي يستهجن) أي يستقبح أي يستثني من جواز ما عدا ذكره من الواجب والمستحيل الأشياء التي يستقبح فعلها للأنبياء كالبول قياما، فإن القوم رووا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو باطل لقوله تعالى ((وإنك لعلى خلق عظيم))(33) وأن البائل قائم ليس على خلق حسن فضلا من أن يكون على خلق عظيم.
-------------------------------
1 - الحديث رواه البخاري في كتاب الصلاة 88 باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره.
مخ ۲۰
482 حدثنا ابن شمل أخبرنا ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال صلى بنا الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي قال ابن سيرين: سماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا قال: فصلى بنا ركعتين ثم سلم فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى وخرجت السرعان من باب المسجد. فقالوا قصرت الصلاة، وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين فقال: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة...؟ قال وذكره. ورواه أيضا في الأذان 69 والسهو 5، 4 وأدب 45 وإيمان 15 ورواه الإمام مسلم في المساجد 97، 98، 99، 102 وأبو داود في الصلاة 189 والترمذي في الصلاة 175 والنسائي في السهو 22 وابن ماجة في الإقامة 134 والدرامي في الصلاة 175. ورواه صاحب الموطأ في النداء 58، 59 وأحمد بن حنبل في المسند 77: 2، 235، 423، 460 (حلبي).
2 - الحديث رواه الإمام أحمد ثنا عبد الصمد ثنا حماد عن ثابت عن أنس قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصواتا فقال: ما هذا؟ قالوا: يلقحون النخل فقال: لو تركوه فلم يلقحوه لصلح فتركوه فلم يلقحوه فخرج شيصا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وذكره. ورواه الإمام مسلم في الفضائل 141 وابن ماجة في الرهون 15.
3 - شيعة الرجل أتباعه وأنصاره وتشيع الرجل ادعى دعوى الشيعة، وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيع وقوله تعالى) كما فعل بأشياعهم من قبل (أي بأمثالهم من الشيعة الماضية.
والشيعة: أتباع الإمام على - رضي الله عنه - وقد غلا بعضهم في حب الإمام علي، ويسمون الغلاة كاليونسية أصحاب يونس بن عبد الرحمن القمي، والنصيرية، والاسحاقية.
مخ ۲۱
4 - سورة الأحزاب آية رقم 37 وتكملة الآية)فلما قضى زيدا منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج ادعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا).
5 - هو محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي الحسني من جهة الأم أبو عبدالله عالم تلمسان في عصره وصالحها له تصانيف كثيرة منها شرح صحيح البخاري لم يكمله، وشرح مقدمات الجبر والمقابلة لابن الياسمين وتفسير سورة (ص) وما بعدها من السور، وعقيدة أهل التوحيد ويسمى (العقيدة الكبرى) وأم البراهين ويسمى (العقيدة الصغرى) وغير ذلك كثير. توفي عام 895 ه.
راجع البستان 237 وتعريف الخلف 1: 176 ومعجم المطبوعات 1058 ومناقب الحضيكي 1: 224 - 233.
6 - سورة سبأ آية رقم 8 وتكملة الآية (بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد).
7 - سورة الذاريات آية رقم 52 وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث قال: (وقالوا شاعر أو مجنون) وصوابها: (ساحر أو مجنون) وآية 39 (الذاريات) وقال (ساحر أو مجنون)
8 - سورة يوسف آية رقم 109 وسورة النحل آية رقم 43.
9 - سورة مريم آية رقم 58 وتكملة الآية (ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)
10 - سورة النحل آية رقم 68 وتكملة الآية) أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون)
11 - سورة الأنعام آية رقم 83.
12 - سورة الأنعام آية رقم 76 - 82
13 - سورة هود آية رقم 32 (وتكملة الآية): (فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين)
مخ ۲۲
14 - سورة النحل آية رقم 125 وتكملة الآية (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) 15 - العدم ضد الوجود، وهو مطلق أو إضافي فالعدم المطلق هو الذي لا يضاف إلى شيء، والعدم الإضافي أو المقيد هو المضاف إلى شيء كقولنا عدم الأمن، وعدم الاستقرار، وعدم التأثر. قال ابن سينا (البالغ في النقص غايته، فهو المنتهي إلى مطلق العدم فبالحري أن يطلق عليه معنى العدم المطلق. راجع الإشارات 69- 70.
16- هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي البغدادي أبو يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة وتلميذه وأول من نشر مذهبه كان فقيها علامة من حفاظ الحديث ولد بالكوفة عام 113 ه وتفقه بالحديث والرواية ثم لزم أبا حنيفة فغلب عليه الرأي وولى القضاء ببغداد أيام المهدي والهادي والرشيد. ومات في خلافته عام 182 ه.
وهو أول من دعي قاضي القضاة وأول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة وكان واسع العلم بالتفسير والمغازي وأيام العرب من كتبه (الخراج) و(اختلاف الأمصار) و(أدب القاضي) وغير ذلك كثير. راجع مفتاح السعادة 2: 100- 107 وابن النديم 203 وأخبار القضاة لوكيع 3: 254 والنجوم الزاهرة 2: 107 والبداية والنهاية 10: 180 والجواهر المضيئة 2: 220.
17 - هو محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي أبو علي من أئمة المعتزلة ورئيس علماء الكلام في عصره وإليه نسبة الطائفة ((الجبائية)) له مقالات وآراء انفرد بها في المذهب نسبته إلى جبى من قرى البصرة اشتهر في البصرة ودفن بجبى عام 303 ه له تفسير حافل مطول رد عليه الأشعري.
راجع المقريزي 2: 348 ووفيات الأعيان 1: 480 والبداية والنهاية 11: 125 واللباب 1: 208 ومفتاح السعادة 2: 35 ودائرة المعارف الإسلامية 6: 270 -274.
18 - الرافضة: الذين كانوا مع زيد بن علي الباقين على اتباعه ثم تركوه لأنهم طلبوا إليه أن يتبرأ من الشيخين فقال: لقد كانا وزيري جدي فلا أتبرأ منهما فرفضوه وتفرقوا عنه، وقد يطلق بعض الناس اسم الرفض على كل من يتولى أهل البيت وعلى هذا جاء قول الذي يقول:
مخ ۲۳
أن كان رفضا حب آل محمد =فليشهد الثقلان أني رافض
أنظر مقالات الإسلاميين 1: 129 ومروج الذهب 3: 220
19 - سورة الحجر آية رقم 42 وتكملة الآية (إلا من اتبعك من الغاوين)
20- سورة الحجر آية رقم 40
21- سورة الحشر آية رقم 7
22- سورة آل عمران آية رقم 31 وتكملة الآية (ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).
23 - سورة الحجرات آية رقم 6 وتكملة الآية (أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
24 - سورة البقرة آية رقم 44.
25- سورة الأحزاب آية رقم 30 وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث ذكرت (ومن بزيادة الواو) ومنكم بدلا من (منكن).
26 - سورة البقرة آية رقم 124.
27 - سورة سبأ آية رقم 20.
28 - سورة المجادلة آية رقم 19.
29 - سورة الحجر آية رقم 40 وسورة ص آية رقم 83.
30 - سورة الحجر آية رقم 42.
31 - سورة الأعراف آية رقم 20.
32 - سورة طه آية رقم 115.
33 - سورة القلم آية رقم 4
المقصد الثالث ( في تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض )
وهو مقصور على السماع، أي ليس لأحد أن يدخل هذا الباب باجتهاد منه لأنا لسنا أهلا للحكم في ذلك وقد اختلفت الطرق في تفضيل بعضهم على بعض مع الاتفاق أن أفضل الكل نبينا صلى الله عليه وسلم ففضل بعضهم بعده آدم وبعضهم نوحا، وبعضهم موسى، وبعضهم عيسى، وبعضهم إبراهيم، قال القطب رح وهو الصحيح فموسى فنوحا فعيسى وبعضهم فضل عيسى على نوح فقال: هكذا أفضل الأنبياء نبينا فإبراهيم، فموسى، فعيسى، فنوح، عليهم جميعا الصلاة والسلام فسلك المصنف هذه الطريق.
أفضلهم نبينا ثم الخليل = ثم الكليم بعده عيسى الجليل
وبعدهم نوح فباقي الرسل = فالأنبياء ذوو المقام الأكمل
مخ ۲۴