مشارق انوار د عقولو لپاره
مشارق أنوار العقول
ژانرونه
الأولى: الهاجس وهو ما يلقى فيها ثم جريانه فيها وهو الخاطر ثم حديث النفس وهو ما يقع فيها من التردد هل يفعل أو لا؟ ثم الهم وهو ترجيح قصد الفعل، ثم العزم وهو قوة ذلك القصد والجزم به بالهاجس لا يؤاخذ به إجماعا لأنه ليس من فعله وإنما هو شيء ورد عليه لا قدرة له عليه ولا صنع، والخاطر الذي بعده كان قادرا على دفعه بصرف الهاجس أول وروده ولكن هو وما بعده حديث النفس مرفوعان بالحديث الصحيح وإذا ارتفع حديث النفس ارتفع ما قبله بطريق الأولى، وهذه المراتب الثلاث أيضا لو كانت في الحسنات لم يكتب له بها أجر أما الأول فظاهر وأما الثني والثالث فلعدم القصد، وأما الهم فقد بين الحديث الصحيح أن الهم بالحسنة يكتب حسنة والهم بالسيئة لا يكتب سيئة وينتظر فإن تركها لله كتبت حسنة، إن فعلها كتبت سيئة واحدة، والأصح في معناه أنه يكتب عليه الفعل وحده وهو معنى قوله واحدة وإن الهم مرفوع ومن هذا يعلم أن قوله في حديث النفس ما لم تتكلم به أو تمل به ليس له مفهوم حتى يقال إنها تكلمت أو عملت يكتب عليها حديث النفس، لأنه إذا كان الهم لا يكتب فحديث النفس أولى، وأما العزم فالمحققون على أنه يؤاخذ به وخالف بعضهم وقال: إنه من الهم المرفوع وربما تمسك بقول أهل اللغة هم بالشيء عزم عليه، والتمسك بهذا غير سديد لأن اللغوي لا يتنزل على هذه الدقائق ا. ه كلامه.
مخ ۳۳۵