وعندما أخذت قباب معسكر الأمير ذى الشأن الفريدونى زينة القباب السبعة خارج قلعة طهران، أمر الخاقان المظفر من أجل توديع الابن المحبوب وتفقد المعسكر الباحث عن النصر بمشاهدة الخيمة والسرادق وبتنظيم أمر الأمراء والجيش بازدحام الركاب ظل الفلك، وبسبب عظمة الشوكة السليمانية جعل منزل الأمير محسودا من الأفلاك السماوية التسعة. وبسبب كمال إنعامه وإكرامه، زين قامته مع استقامته بالدرع ذات الحلقة الداودية «1» الضيقة التى كانت سلاسلها العنبرية تتساقط مثل سلاسل الشعر من ضفائر الفاتنات، وكانت هذه الدرع الجميلة كجدائل تركان [زوجة جنكيز] [ص 97] قد بقيت ذكرى من تولى خان بن جنكيز عهدا بعد عهد.
وعلى كل، ففى أواخر شهر ذى الحجة الحرام، أخذ موكب الهمايون بطالع السعد والإقبال الميمون فى التحرك إلى ناحية أذربيجان، وفى يوم وصوله إلى ساحة قزوين، تعجل الأمير صاحب العز والقدرة محمد على ميرزا بمراسم الاستقبال، وقدم لوازم المحبة والضيافة، وفتحت شقة لواء زينة النصر إلى ناحية أذربيجان.
وعندما استجابت ساحات تلك الحدود للنور والضياء بسبب قدوم الميمنة الضرورية تقدم الأمراء وسائر حكام أذربيجان بالهدايا اللائقة، فازدادوا فى مراتب آمالهم بسبب الألطاف والإشفاقات المتنوعة. ولما كان ولى العهد يولى همته على رفاء حال الرعية والمرءوسين والعبيد، فقد فكر الوزير حارق الظلم ومدخر العدل فى معاملة الرعية بإسلوب الشفقة والرحمة مع أنه كانت جميع الأماكن لمنازل ومراحل عبور الجيش مليئة بالمزارع والمواشى حتى ولاية إيروان، فقد بقيت مصونة زراعات وأموال كل ولاية من جيش أثر القيامة بسبب البأس والسطوة الملكيتين، وبسبب الهيبة والمعاقبة لم يكن أحد محتاجا أن يسرق نعجة من فقير، أو أن يتلف غصن لوز دون رحمة تحت حافر دابة.
مخ ۱۳۰