وضع كسرى تاج الشمس عرش الفلك، قدم ظل الفلك على العرش المرصع بالإقبال السعيد من أجل حفل النوروز المنتصر، وفتح اليد الناثرة بالجوهر بنثر الدراهم والدنانير فجعل الأمراء والجيش موضع الإحسان والإنعام. وبعد انقضاء حفل النوروز المنتصر، جعل اهتمامه فى بناء وتنظيم الملك والأمة، ولما كان محمد خان القاجارى الحاكم العسكرى (أمير الأمراء) لإيروان- يلوى رقبته أحيانا عن طوق الإطاعة وربقة الفرمان والأمر، ولم يكن يصل منه إلى الظهور معنى الإخلاص والمحبة التى كانت فى هوى خاطر أولياء دولة فلك المقدرة، وبسبب الخوف والوحشة غير المسببة- والتى كانت ممسكة بخناق ضميره- فلم يصبح حول المقربة السلطانية، وكانت متانة قلعته أيضا مزيدة للعلة والسبب [ص 96] وعن طريق هذه الأسباب رضى عن زيادة مقدرة الروس- الذين كانوا قد وجدوا طريقهم فى ذلك الأوان إلى كنجه وتفليس، وكلية لم يكن يرغب [أن تكون] الساحة خالية من الأعداء، فاقتضى رأى زينة الملك السلطانى على تخليه قلعة إيروان من الغرباء، ومل ء برج وحصن ذلك المكان بوجود الرجال المكلفين، وبعد ذلك القيام بطرد الأعداء بعزم صادق ورأى ثابت.
ولذلك، ومن أجل تنظيم مملكة أذربيجان وتخلية صفحة إيروان من وجود الغرباء وإصلاح المفاسد، كلف الأمير الحر النواب نائب السلطنة والخلافة (ولى العهد) الأمير عباس ميرزا مع ثلاثين ألفا من المشاة والفرسان على إيروان، ولما كان وزير النواب، نائب السلطنة سلالة الأطياب ميرزا عيسى المشهور بميرزا الكبير القائم مقام صدر الدولة مكلفا على النحو الذى سبق ذكره- بإنجاز وعمل مهام وشئون دار الخلافة طهران وبانتظام أمور النائب حسن على ميرزا الذى كان حاكم تلك الناحية، وبناء على ذلك، التزم الركاب المنتسب للنصر الوزير ذو الضمير الصافى والرأى الآصفى «1» زينة الملك ميرزا محمد شفيع صدر الوزراء، وسار فى ركابه جمع من الأمراء القاجاريين مثل سليمان خان قوانلو ومهدى قلى خان قوانلو ومهدى قلى خان دولو ورضا قلى خان وبير قلى خان وعلى خان ونجف خان واللهوردى خان القاجارى وحكام أذربيجان ولوازم السلطنة من الخيمة والسرادق والبلاط والخلوة والمعسكر والبنادق الفاتحة للقلاع ودار الطبول والأبواق ونفير صوت الرعد.
مخ ۱۲۹