103

ماثر سلطانيه

المآثر السلطانية

ژانرونه

وقد ولد بطرس الأول فى سنة ألف وثمان وتسعين هجرية، وعندما وصل إلى السلطنة، وضع القوانين، وعلى الرغم من صغر سنه فإنه كان يكتسب الشهرة مثل سائر ملوك الفرنجة فى التدريب على الأسس ونظام المعارك وآداب ميدان الحرب، وكان يتدرب بين الجنود الحداثى فى التدريب، وكان له هوى كثير فى صناعة السفن الحربية المبحرة على سطح البحر، وكان ذا طبع حاد وهمة عظيمة وسعى وجهد فى العمل [ص 101]، ففى الوقت الذى كان يرسل فيه سفيرا إلى هولندا وهى إحدى ممالك الفرنجة، أدخل نفسه أيضا داخل غلمان السفير، وكان يخدمه فى الطريق، وعندما وصلوا إلى عاصمة هولندا، قفز من أمام السفير وألقى بنفسه فى سفينة حربية ودخل مع النجارين وعمل معهم لفترة، ولما كان يسمع بأنه يوجد فى إنجلترا نجارين حاذقين وصناع سفن ماهرين، فقد ذهب إلى إنجلترا، ولمدة سنتين كان يعمل هناك نجارا بالنهار وفى الليالى كان يتجول فى أحياء ومحلات تلك المدينة من أجل الإلمام بقوانين ومراسم وعادات الشعب وسلوكه، فكان يزداد علما على علمه، وبعد رجوعه إلى ولايته، أمر شعبه بالسياحة، فأدخل جماعة الروس- الذين كان لهم فى ذلك الزمان حكم الحيوانات والبهائم والسباع ضمن دائرة الأنس، وكان يسعى بنفسه إلى تنظيم جيش المملكة، وفى أقل مدة وصل الجيش إلى ثلاثين ألف جندى، وتدريجيا قدم أصحاب الصنائع والحرفيون من كل مكان إلى مملكة روسيا، فنشروا الصناعات الجيدة، واشتهرت صناعات ذلك المكان مثل سائر ممالك الفرنجة.

وفى سنة ألف ومائة وسبعين هجرية أسس مدينة" بطرسبورج"، وقد فكر فى تخطيطها ووضعها مدة أربعة شهور، وقد حقد أهل السويد عليه فى بناء هذه المدينة، وتحاربوا معه عدة مرات، فانهزم هو فى البداية وانتصر فى النهاية وظفر عليهم، وفى تلك الأثناء وقعت حرب له مع الدولة العثمانية فتقابلوا على ساحل نهر" بروث"، وقد ظنت زوجته كاترين- التى كانت ذكية ومدبرة- أن الهزيمة واقعة على الجيش الروسى من الجيش العثمانى، فأرسلت خفية تحفة ثمينة إلى الصدر الأعظم العثمانى، الذى غير الحرب بالصلح والهدنة، وقد روى أن الدولة العثمانية قتلت الصدر الأعظم لصدور هذه الخيانة منه، حيث لم يكن لجماعة الروس فى هذه المرة قوه واستعداد يحصى، ولو أن الدولة العثمانية قد تحاربت معهم لما بقى أثر من جماعة الروس فى الأرض.

مخ ۱۳۵