وبعد ذلك، وصل المدعو" فيدور" إلى حكومة روسيا ولم يبق منه أولاد وانقطعت سلسلتهم، وكانت حكومة الروس من البداية (منذ النشأة) وحتى هذا الزمان سبعمائة عام ونيف ومن بعد ذلك صار" بوريس كوذانيف" أخو زوجة فيدور ملكا، وفى عهده حدث قحط لمدة ثلاثة أعوام، فهلك من موسكو وتوابعها ما يزيد على خمسمائة ألف شخص، وبعد وفاة بوريس بقيت دولة روسيا بلا ملك، وفى سنة ألف وثلاث وثلاثين انتقلت سلطنة روسيا إلى هذه الأسرة التى ينتسب إليها" ألكسندر باوليتش" الحالى، وهى أسرة ميكائيل فيدوريتش وهو واحد من المنسوبين إلى الملك القديم، وكان كبير جميع كنائس روسيا، وقد خطب فى الناس يوما:" إن رب الأرباب ألهمنى بأن تجعلوا واحدا من طائفة" فيدوريتش" الملك"، وفى اليوم التالى، قال للناس:" إن الحق تعالى حكم بأن تجعلوا ميكائيل الملك نفسه، فهجم الشعب على ميكائيل هجوما عظيما والتمسوا إليه وأجلسوه على العرش، وقد نشر العلوم فى زمانه، كما أرسل السفراء إلى أرض الفرنجة، ووطد أواصر الألفة والاتفاق مع ملوكها، ولكن مدة سلطنتة لم تطل، ومات.
وفى تاريخ سنة ألف وستين هجرية جلس على العرش بن ميكائيل المسمى بالكسيه مكان أبيه وجدد العهد مع طائفة القوزاق «1»، وذلك: بأن يستعد القوزاق بتجهيز جيش له عند الضرورة، كما وضع قانونا وذلك بأن كل شخص له ملك ورعية (كل حاكم) لا يتحدث مع رعيته ولا يبحث حكما وأن يرفع الدعوى أمام الشرع المسيحى حتى يصدر الحكم [ص 100]، وذلك يعنى أن الملك يسلم نفسه لرعيته، ولا يتحدث عن قليل أو كثير، واستولى على جميع الأحكام القديمة والملفات الورقية التى كانت فى يد الشعب ووضعها فى حجرة فى مدينة موسكو، وعن عمد وفى أثناء الليل أشعل النار فيها، وفى اليوم التالى خاطب الناس (قائلا) إنه:" بالأمس احترقت كل أوراق الشعب وملفاته، ولذلك ليس لأحد حكم على رعيتى، والملك أبو الرعية، والأب حاكم على الأولاد وهو الذى يهديهم ويرشدهم ويربيهم، والآن الحكم حكم كتابى وهو مدرجة به الأحكام الشرعية والعرفية والملكية، وينبغى على جميع الشعب ألا يخرجوا عن أحكام ذلك الكتاب.
مخ ۱۳۳