إن طائفة الروس هم المشهورون ببنى الأصفر، ومملكتهم أرض عريضة ودولة واسعة، وقد دون المؤرخون الروس بأن تأسيس حكومة وسلطنة روسيا كان فى سنة مأتين وثمان وستين هجرية، ولقب ملوك الروس هو" الزار" (القيصر) مثلما تلقب ملوك الترك ب الخاقان وملوك الصين ب فغفور، ومثلما يلقب الآن قرالات الفرنچ (ملوك أوربا) بالإمبراطور، والذين يسعى كل شخص منهم جاهدا لأن يقولوا عنه ويكتبوا له الإمبراطور الأعظم، ولم يذكروا قبل ذلك التاريخ بأن حاكما [كان] موجودا، وفى التاريخ المذكور كان كبير الروس المدعو روريك «1»، ومنذ ذلك التاريخ وبعد مائة وواحد وعشرين عاما دونوا أيضا أن أهالى تلك المنطقة كانوا وثنيين. وفى سنة ثلاثمائة وتسع وثمانين هجرية، أحضر المدعو" وليد يمر" عظيم الروس من ولاية قريق- التى يقال لها اليونان- بعض الأداب المسيحية وكتبا عديدة، ونشأهم تنشئة لائقة ونقلهم من الوثنية إلى الدين المسيحى، وقد أحسن على رقبة أهالى تلك المنطقة إحسانا عظيما، ولهذا السبب يأخذون «وليد يمر» فى التعظيم بعد بطرس الكبير.
وفى سنة ستمائة وخمس وعشرين هجرية، أخضع جوجى خان بن جنكيز خان مع جمع من التتار ولاية روسيا، وترك عددا من جيشه هناك ورجع، وفى سنة سبعمائة وأربع وسبعين هجرية، ثار المدعو" ديمترى إيوان ومج" فى موسكو، وأخرج التتار من تلك الولاية، واستقل بنفسه، وبعد ذلك بثلاثين عاما أخضع الأمير تيمور جورجان موسكو ونهبها وترك هناك جمعا من الجيش، وفى سنة تسعمائة واثنتى عشرة هجرية أعاد المدعو" إيوان سلويج" [ص 99] السلطنة الروسية، وقد أخرج جيش الأمير تيمور جميعه من موسكو، وأضاف بعض الولايات القريبة والمجاورة مثل مرداق والأماكن الأخرى إلى مملكة الروس.
وفى سنة ألف وخمس عشرة هجرية، استولى اثنان من قرالات الفرچ (ملوك أوربا) وهما بول وسويد مع سبعين ألفا من الجنود والفرسان وجمع من التتار على موسكو، وبعد نهبها أشعلوا فيها النيران وقتلوا مائة وعشرين ألف شخص ورجعوا بسبب انعدام التجهيزات والمؤن.
مخ ۱۳۲