89

کفاح طیبه

كفاح طيبة

ژانرونه

وفي صباح اليوم الثاني بكر حور والقواد والمستشارون إلى زيارة الملك في سفينته الراسية شمال طيبة، فاستقبلهم الملك في المقصورة وسجدوا بين يديه وقال حور بصوته الهادئ: أسعد الرب صباحك أيها الملك المظفر، لقد خلفنا وراءنا أبواب طيبة يخفق قلبها بالأفراح، ويهزها الشوق إلى اجتلاء نور جبين مخلصها ومحررها.

فقال أحمس: لتفرح طيبة، أما اللقاء فحين يقضي الرب بالنصر.

فقال حور: وذاع بين الأهلين أن مليكهم في طريق الشمال، وأنه يرحب بمن يلحق به من القادرين، ولا تسل يا مولاي عن الحماسة التي فاضت بقلوب الشباب، ولا عن تهافتهم على الضباط ليضموهم إلى جيش أحمس المعبود.

فابتسم الملك وسأل رجاله: وهل زرتم معبد آمون؟

فقال حور: نعم يا مولاي زرناه جميعا، وهرع إليه الجنود يتمسحون بأركانه ويمرغون وجوههم في ترابه ويعانقون كهنته، وقد فاض المذبح بالقربان وأنشد الكهنة نشيد الرب المعبود وترددت صلاتهم في جنبات المعبد، فصهر الحنين القلوب وانتظم الطيبيون جميعا في صلاة جامعة، أما نوفر آمون فلم يبرح عزلته.

فابتسم الملك، ولاحت منه التفاتة فرأى القائد أحمس إبانا صامتا مكتئبا فأشار إليه أن يقترب، فاقترب القائد من مولاه، ووضع الملك يده على منكبه وقال له: تحمل نصيبك من الأذى يا أحمس، واذكر أن شعار أسرتك الشجاعة والبذل.

فحنى القائد رأسه شاكرا وقد دخلته رقة من عطف الملك عليه، ونظر أحمس إلى رجاله وقال: أشيروا علي فيمن أختاره حاكما لطيبة، وأعهد إليه بمهمة تنظيمها الشاقة!

فقال القائد محب: إن خير من يصلح لهذا المنصب الخطير الرجل المخلص الحكيم حور.

ولكن حور بادر يقول: إن واجبي في السهر على خدمة مولاي لا في التخلف عنه.

فقال أحمس: صدقت .. وأنا لا أستغنى عنك.

ناپیژندل شوی مخ