خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خپرندوی
دار صادر
د خپرونکي ځای
بيروت
المزجاجي ولبست الْخِرْقَة من السَّيِّد عابدين حُسَيْن الْحُسَيْنِي الكشميري وَمن الشَّيْخ زين بن الصّديق المزجاجي وقرأت على السَّيِّد مُحَمَّد بن أبي بكر الأهدل صَاحب الْمَقْصُورَة وعَلى عبد الله بن أَحْمد الضجاعي وَالسَّيِّد المقبول بن الْمَشْهُور الأهدل وَمُحَمّد الْعلوِي وَعبد الرَّحْمَن بن دَاوُد الْهِنْدِيّ وَعبد الفتاح الصَّابُونِي وَآخَرين ذكرهم وَذكر مقروآته عَلَيْهِم وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى تَاج الدّين النقشبندي وَأَجَازَهُ غَالب شُيُوخه كِتَابَة ولفظا وَله إجازات من شُيُوخ الْحَرَمَيْنِ وَحصل بِخَطِّهِ كتبا كَثِيرَة وطالع من كتب الْقَوْم مَالا يُمكن حصره وَله تأليف كَثِيرَة مِنْهَا نظم التَّحْرِير فِي الْفِقْه ونظم الورقات ونظم النخبة واصطلاحات الصُّوفِيَّة ومنظومة فِي السِّوَاك وَالتَّعْلِيق المضبوط فِيمَا للْوُضُوء كالغسل من الشُّرُوط وَالْبَيَان والإعلام بمهمات أَحْكَام أَرْكَان الْإِسْلَام وشرحان على قصيدة ابْن بنت الميلق الَّتِي أَولهَا
(من ذاق طعم شراب الْقَوْم يدريه ... صَغِير وكبير والأحساب الْعلية فِي الْأَنْسَاب)
الأهدلية أرجوزة سَمَّاهَا الدرة الباهرة فِي التحدث بِشَيْء من نعم الله الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة ذكر فِيهَا نبذة من فَوَائِد التصنيف وَكَثِيرًا من مؤلفاته نظما ونثرا وَقد استوفى عدتهَا فِي كِتَابه نفحة المندل وَله أشعار كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله
(وَفِي كتب الْعُلُوم الطيف معنى ... أمضى فِي تطلبه حَياتِي)
(وأعمل مقلتي ويدي وقلبي ... وأضبطه على الْقَوْم الثِّقَات)
(لعَلي أَن أفوز بغفر ذَنبي ... وأظفر بِالَّذِي فِيهِ نجاتي)
(وَصلى الله رَبِّي كل حِين ... على أزكى الورى خير الهداة)
وَله من أَبْيَات
(إِن كنت تطلب فِي الدَّاريْنِ تَفْضِيلًا ... وتبتغي من مليك الْكَوْن تكميلا)
(داوم على الْعلم وَالْفِعْل الْجَمِيل تنَلْ ... ذكرا جميلا وتكميلا وتوصيلا)
(فاطلبه وادأب على تَحْصِيله أبدا ... وقم بتأليفه إِن حزت تأهيلا)
(وَأنْفق الْعُمر فِي تَحْقِيق حَاصله ... واعمر بِهِ الدَّهْر وتدوينا وتحصيلا)
وَقَوله
(وَكم لله من فضل علينا ... وإفضال يحِيل الْعقل عده)
(وَمَا زَالَت إياديه إِلَيْنَا ... تغيض هباتها وتطيب مجده)
(فنشكره وَلَا نحصي ثَنَاء ... عَلَيْهِ ونلزم الآناء حَمده)
وَكَانَت وَفَاته منتصف نَهَار الْأَحَد ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَألف
1 / 66