فإن الجهاد باب من أبواب الجنة، إنه لينجي صاحبه من الغم والهم، فأقيموا حدود الله على القريب والبعيد، ولا تأخذكم في الله لومة لائم".
وروى الطبراني، وغيره من حديث العباس بن سالم أن عمر قال لكعب الأحبار: كيف تجد نعتي؟ قال: أجد نعتك قرنًا من حديد. قال: وما قرن من حديد؟ قال: أمير سديد لا تأخذه في الله لومة لائم".
وقال لقمان لابنه: يا بني قل الحق ولو كان مرًا [وعلى نفسك] ولا تبال بمن غضب. وفي صحيح مسلم، ومسند أحمد من حديث عبد الله بن مسعود ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من (أمته) حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويهتدون بهديه، ثم إنها تخلف من بعده خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون).
زاد مسلم: "فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".
قال أبو رافع: فحدثت به عبد الله بن عمر فأنكره علي.
فقدم ابن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه. فلما جلسنا سألت ابن مسعود عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثته ابن عمر.
قوله: (حواريون) يعني أصحابًا أخصاء.
وقيل الحواري: الناصر المختص بالرجل المصافي له.
وقوله: (تخلف) بضم اللام- أي تحدث.
وقوله: (ليس وراء ذلك حبة خردل).
قال أبو العباس تقي الدين أحمد بن تيمية ﵀: (مراده لم يبق بعد هذا الإنكار ما يدخل في الإيمان حتى يفعله المؤمن، بل الإنكار بالقلب آخر حدود الإيمان، ليس مراده
1 / 74