يوم لا ينفع الظالمون معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار﴾.
وقال -تعالى-: ﴿وكان حقًا علينا نصر المؤمنين﴾.
أي واجبًا أوجبه -سبحانه- على نفسه.
وقال -تعالى-: ﴿ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون﴾.
وقال -تعالى-: ﴿فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفًا﴾.
وقال -تعالى-: ﴿أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون﴾.
وهذا قدر محكم وأمر مبرم أن العاقبة والنصرة للمؤمنين- القائمين بنصرة دين الله -تعالى-.
قال المفسرون: وفي ذلك كله حض على القتال في الله.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستيفاء الحدود وغير ذلك.
ثم أخبر -تعالى- في هذه الآية أنه قوي على نصرهم عزيز لا يغلب. [يغالب] قال عثمان بن عفان ﵁: هذا والله ثناء قبل بلاء. يعني أن الله -تعالى- قد أثنى عليهم قبل أن يحدثوا من الخير ما أحدثوا.
قوله -تعالى-: ﴿الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ...﴾.
(مكناهم) أي نصرناهم على عدوهم حتى يتمكنوا من البلاد غير مقهورين.
قال المفسرون: في الآية أخذ العهد على من مكنه الله أن يفعل ما رتب على التمكين في الآية.
قال ابن أبي نجيح: المشار إليهم هم الولاة.
وقال الضحاك: هو شرط شرطه الله على من آتاه الملك.
وهذان القولان ضعيفان.
وقيل: إذا طالت بهم المدة وساعدهم العمر لم يستفرغوا أعمارهم في استجلاب
1 / 62