حظوظهم ولا في انفناء محبوبهم من الدنيا ولكن قاموا بأداء حقوقنا وقال الحسن البصري: هم أمة محمد ﷺ فبين -سبحانه- أن صفة المؤمنين والصالحين من عباده- أنهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأن من ضيع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كمن ضيع الصلاة والزكاة.
وهذه الآية تدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ قرنا الصلاة والزكاة، والله أعلم.
فصل -١٨ -: دليل كون المراد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الأمر بطاعة الله والنهي عن معصيته
وأما قوله -تعالى- حكاية عن عبده لقمان الحكيم حين وصى لابنه: ﴿يا بنيَّ أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إنَّ ذلك من عزم الأمور﴾.
قال المفسرون: لما نهى لقمان ﵇ ابنه عن الشرك وأخبره -ثانيًا- بعلمه تعالى وباهر قدرته، أمره بما يتوسل به إلى الله -تعالى- من الطاعات، فبدأ بأشرفها وهو الصلاة، حيث يتوجه إليه بها، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم بالصبر على ما يصيبه من المحن بسبب الأمر والنهي.
و(ما) بمعنى مهما، وأضاف الصبر- بالعطف على الأمر بالمعروف إعلامًا بأذى الناس لمن يأمرهم وينهاهم.
قال بعض المفسرين: أي أمر بطاعة الله واتباع أمره.
وقال الكلبي في قوله: وانه عن المنكر أي أنكر الظلم وأظهر العدل. وقال غيره: المنكر معاصي الله ومخالفة أمره.
وقال بعض العارفين: المعروف الذي يجب الأمر به وهو ما يوصل العبد إلى الله. والمنكر الذي يجب النهي عنه وهو ما يشغل العبد عن الله.
﴿واصبر على ما أصابك﴾ يعني اصبر على ما أصابك من الأذى في طاعة الله من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
1 / 63