وأما الصوامع وما بعدها. فقيل: الصوامع للرهبان، والبيع للنصارى، والصلوات لليهود والمساجد للمسلمين.
وقيل: الصلوات المعهودة في الأمم.
ومعنى: (هدمت) عطلت.
وتأخير المساجد، لقدم تلك عليها، أو للانتقال من الشريف إلى ما هو أشرف.
ولم يذكر في هذه الآية المجوس ولا أهل الشرك، لأن هؤلاء ليس لهم ما يوجب حمايته ولا يوجد ذكر الله إلا عند أهل الشرائع.
ثم أقسم -سبحانه- على أنه لينصرن من ينصره. أي ينصر دينه ونبيه وأولياءه فنصر العبد لربه هو اتباع أمره واجتناب نهيه.
وقال الزجاج: من أقام شريعة من شرائعه نصر على إقامة ذلك. ونصره -تعالى- هو أن يظفرهم بأعدائهم، وهذا وعد من الله ينصر من ينصر دينه وشريعته.
ونظير هذه الآية قوله -تعالى-: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم﴾ أي إن تنصروا دين الله ينصركم على أعدائكم.
ثم قال: ﴿ويثبت أقدامكم﴾.
قيل: عند القتال.
وقيل: على الإسلام.
وقيل: على الصراط.
وقيل: يثبت القلوب بالأمن.
قال القرطبي: فيكون تثبيت الأقدام عبارة عن النصر والمعونة. وقد قال: في الآية الأخرى: ﴿كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ...﴾ (أي حكم وكتب في كتابه الأول وقدره الذي لا يمانع ولا يبدل، بأن النصرة له ولكتابه ولرسوله وعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة وأن العاقبة لهم ﴿إن الله لقوي عزيز﴾.
أي كتب القوي العزيز أنه الغالب لأعدائه.
كما قال -تعالى-: ﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
1 / 61