قال:((الأكبر منهما كتاب الله سبب ما بين السماء والأرض، طرف بيد الله وطرف بأيدكم؛ فتمسكوا به، لا تضلوا ولا تبدلوا، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي فقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فلا تعلموا أهل بيتي فإنهم أعلم منكم، لا تسبقوهم فتمرقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تتولوا غيرهم فتضلوا.
يا أيها الناس؛ أطيعوا قولي، واحفظوا وصيتي، وأطيعوا عليا فإنه أخي ووزيري وخليفتي على أمتي؛ فمن أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن خالفه فقد خالفني. ألا لعن الله من خالف عليا)).
ثم أرسل يده فقال:((يا علي؛ أكتب بما أوصيتهم به عليهم كتابا)).
فلما أن كتب وأشهد الله عليهم رسول الله بإبلاغهم ذلك اليوم أخذ الكتاب فقال لهم بصوت له عال:((أيها الناس؛ هل أبلغتكم ما في هذا الكتاب؟)).
قالوا: اللهم نعم.
قال:((اللهم اشهد وكفى بك شهيدا)).
ثم رفع صوته فقال:((هل أقيلكم؟!)).
فقالوا: نعوذ بالله ثم بك يا رسول الله من أنت تقيلنا أو نستقيلك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((اللهم اشهد أني قد جعلت عليا علما يعرف به حزبك عند الفرقة هاديا علي)).
وبتمام النعمة كان تمام الإسلام كما قال تعالى :{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}(المائدة/3).
وهكذا نرى أن الله عز وجل قد بين للأمة الإسلامية طريق الاعتصام بحبله بدءا بإقرار وحدانيته وبرسالة نبيئه وبوصيه أمير المؤمنين عليه السلام كما قال تعالى :{إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}(المائدة/55).
مخ ۹