الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والرد على الخوارج
تأليف/
الإمام نجم آل الرسول/ القاسم بن إبراهيم عليهم السلام
تحقيق/
عبدالولي يحيى محمد الهادي
منشورات
مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية
اليمن - صعدة، ت(511816)، ص ب (91064)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
مخ ۱
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فطر الأشياء على إرادته، وجعلها كيف شاء بعزته، وعم المخلوقين برحمته، ولم يوجد يئا لغير حكمة، ولم تعدم منه في الموجدات آثار قدرته، فكل شيء عليه سبحانه دليل، فتبارك الله الواحد الأحد الجليل، الذي لا تعزه كثرة المخلوقين، ولا ينقصه قله المربوبين، الذي لا تتم لغيره الصالحات، ولا تبلغ شكر آلائه القالات، ولا تحيط بذكر إفضاله الصفات، ولا تعروه السنات، العالم بخفيات الغيوب، المطلع على سرائر القلوب، الذي لم يحل بين عباده وبين طاعته، ولم يدخل أحدا من خلقه في معصيته، الهادي للسبيلين، والمبين للنجدين، والفاصل بين العلمين، المحتج بالرسل على العالمين، المتفضل على الخلق المرسلين، الذي لم يزده إيجاد الخلق به خبرة، ولم يترك لهم عليه سبحانه حجة، الذي لم يزل ولا يزال الواحد الأحد الصمد، ذو الجلال، أول الأولين، وآخر الآخرين، وفاطر السموات والأرضين، الذي {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}(الشورى/11)، {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}(الأنعام/103)، الذي {لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد}(الإخلاص/3-4)، {الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا}(الإسراء/111).
والصلاة والسلام على نبيه المجتبى، ورسوله المصطفى، خاتم الأنبياء، أرسله الله رحمة للعالمين إلى الإنس والجن أجمين محمد بن عبد الله الصادق الأمين، صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
مخ ۲
وأشهد أنه بلغ ما أرسل به، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا(1)، قرناء الكتاب في حديث الثقلين(2)، وعلى أزواجه وأصحابه الذين اقتفوا أثره، وساروا على نهجه وسننه، وعلى التابعين لهم وتابعي تابعيهم إلى يوم الدين.
(أما بعد) :
مخ ۳
فإنها قد وقعت مكاتبة - مراسلة - علمية بيني وبين الشيخ العلامة المحقق: محمد باقر الأنصاري الزنجاني الخوئي، أحد أبرز رجال علماء الإمامية الاثنا عشرية ب(إيران)، وهو أحد أعلام المؤلفين الإيرانيين المعاصرين، ومن أكابر محققيهم وأبرزهم شهرة في وقتنا الراهن؛ إذ كانت تلك المكاتبات - المراسلات - العملية طلبا منه البحث والتحقق من مسألة إمامة الاثني عشر عليهم السلام، كون الإمامة أصل من أصول الدين لدى المذهب الزيدي، حيث بعث إلي كتابا بخط يده تعقيبا علي قال فيه:((..إن مسئلة القول بالأئمة الاثني عشر المعصومين عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل بينه وبينهم، من أصول الدين عندنا ويترتب عليه كثير من النتائج في الاعتقاد والعمل وخاصة فيما نتعبد به من أخبار السماء وأوامر الباري تعالى والمنع من الاجتهاد في مقابل نصوصهم، وهذا أحد المواضيع التي يجب أن تكون بصدد التحقيق عنها.
وإنما قلت هذا لما عرفت من روحك الصافي الذي هو بصدد التثبت والتحقيق عن الواقع، وأنك لا تتعصب لشيء مما سبق في ذهنك وفكرك..))(1) اه.
وقد أجبته على التو برسالة وعدته فيها تنفيذ ما يصبو إليه، وإشعاره بالبدء في التحقيق بصدد هذا الموضوع؛ إلا أنني لم أرم جوابا فيما بعد، وقد أرسلت له عدة رسائل لم يصلني رد منه على الإطلاق.
مخ ۴
ووفاء مني لوعدي إياه ذلك، ونزولا عند طلبه كان اختياري مسألة تحقيق ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هو بدء الانطلاق والبحث حول إمامة أهل البيت عليهم السلام؛ إذ أنه يعتبر المعيار - أو العلم - لمعرفة صحة إيمان العبد من بطلانه في موالاته له والبراءة من عدوه، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم:((اللهم اشهد أني قد جعلت عليا علما يعرف به حزبك عند الفرقة هاديا علي)).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:((لولا أنت يا علي لما عرف المؤمنون بعدي)).
إذا فالزيدية والجعفرية -الإمامية- إن لم يتفقا على الإقرار بولايته عليه السلام وما يترتب على ذلك من الولاء والبراء فإن أحد المذهبين مصيب والآخر مخطئ لا محالة.
ولم تكن تلك المكاتبات بيننا بصدد التحقق فحسب، بل لإيجاد التقارب وتوحيد الكلمة، فالاعتصام، امتثالا لقوله تعالى:{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..} الآية(آل عمران/103).
وبالرغم أن الوحدة دليل على كل الأصعدة مطلب عام؛ إلا أن البشر اختلفوا في وسائل تحقيقها، شأنها شأن أي مطلب عام إنساني. فكانوا طرائق قددا، وإن كان اختلافهم في وسائل تحقيق هذه الوحدة دليل قاطع على سعيهم المستمر لتحقيقها، وبرهان ساطع على عمق إدراكهم لأهمية هذه الوحدة وجزيل نعمها؛ إلا أن السبيل إلى تحقيقها بأيديهم يكون محالا قطعا؛ لأن الله سبحانه هو الآمر بالتوحد والاعتصام كما ذكر ذلك في محكم كتابه الكريم حيث قال:{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..} الآية.
فإذا كان الآمر أعلم من المأمور فإن الحل أو السبيل يكون بيده حتما، فكيف بالله سبحانه وتعالى وهو الآمر بهذا الاعتصام الذي قد بينه، وأشار إليه في كتابه المنزل وعلى لسان نبيه المرسل صلى الله عليه وآله وسلم.
مخ ۵
وإن القبائل العربية - في السابق -لم تتوحد مع بعضها على أساس أنها كلها عرب، ولا توحدت تلك القبائل مع مواليها ومن ساكنها في الجزيرة على أساس الإنسانية، أو على أي أساس آخر، إنما توحدوا بنعمة الله، وعلى أساس الإسلام الداعي لإقامة الدولة العالمية التي تحكم العائلة البشرية كلها، وفق المنظومة الحقوقية الإلهية.
ومن نافلة القول أن نذكر بأن هذه المنظومة بينت كل شيء على الإطلاق في الماضي والحاضر والمستقبل، بالحال والمآل، وبينت القيادة السياسية والمرجعية من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اعتبار أنها أهم الأشياء، وأعلن المسلمون تمسكهم، وإصرارهم وحرصهم عليه في هذا الوقت بالذات أعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه خير فاختار ما عند الله، وأنه دعي للموت فأجاب لما فرض الله على عليه من إبلاغ رسالاته فقال:{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته والله يعصمك من الناس}[المائدة/67].
فقال صلى الله عليه وآله وسلم ((أيها الناس! إنه نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعش نبي قط إلا نصف عمر النبي الذي يليه ممن قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإنكم مسؤولون هل أبلغتكم ما أرسلت به إليكم، فماذا أنتم قائلون؟))(1).
قالوا: والله لقد بلغت ونصحت فجزاك الله عنا أفضل الجزاء ما يجزى نبي عن أمته.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((أتشهدون أن لا إله إلا الله، وأني محمد رسول الله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث بعد الموت حق؟)).
مخ ۶
قالوا: نشهد بذلك.
فرفع يده صلى الله عليه وآله وسلم ثم وضعها على صدره، ثم قال:((وأنا أشهد بذلك، اللهم اشهد))، ثم قال:((ألا لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، لعن الله من تولى غير مواليه، ألا ليس لوارث وصية، ولا تحصل الصدقة لآل محمد، ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار.
أيها الناس؛ ألستم تشهدون أن الله مولاي، وأن الله مولى المؤمنين وأنا أولى بكم من أنفسكم؟)).
قالوا: بلى نشهد أنك أولى بنا من أنفسنا.
قال: فأخذ بيد علي بين أبي طالب فرفعها ثم قال:((من كنت أولى به من نفسه فهذا علي مولاه؛ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من بغضه، وأعن من أعانه، وانصر من نصره، واقتل من قاتله، واخذل من خذله)). ثم أرسل يده.
فقال رجل من القوم: ما بال محمد يرفع بضبع(1) بن عمه؟!!.
مخ ۷
فسمعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتغير لذلك وجهه، فلما رأى ذلك الرجل(1) أن رسول الله قد علم به واشتد عليه وأقبل على علي فقال له: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة(2).
ثم أخذ رسول الله بيد علي الثانية فقال:((يا أيها الناس؛ اسمعوا ما أقول لكم: إني فرطكم على الحوض وإنكم واردون علي الحوض، حوضا أعرض مما بين صنعاء إلى إيلة فيه كعدد نجوم السماء أقداح، إني مصادفكم على الحوض يوم القيامة ألا فإني مستنقذ رجالا ويخلج دوني آخرون فأقول: يا رب! أصحابي أصحابي!! فيقال: إنهم أحدثوا وغيروا بعدك.
وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفونني فيهما)).
قالوا: وما الثقلان يا رسول الله؟
مخ ۸
قال:((الأكبر منهما كتاب الله سبب ما بين السماء والأرض، طرف بيد الله وطرف بأيدكم؛ فتمسكوا به، لا تضلوا ولا تبدلوا، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي فقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فلا تعلموا أهل بيتي فإنهم أعلم منكم، لا تسبقوهم فتمرقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تتولوا غيرهم فتضلوا.
يا أيها الناس؛ أطيعوا قولي، واحفظوا وصيتي، وأطيعوا عليا فإنه أخي ووزيري وخليفتي على أمتي؛ فمن أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن خالفه فقد خالفني. ألا لعن الله من خالف عليا)).
ثم أرسل يده فقال:((يا علي؛ أكتب بما أوصيتهم به عليهم كتابا)).
فلما أن كتب وأشهد الله عليهم رسول الله بإبلاغهم ذلك اليوم أخذ الكتاب فقال لهم بصوت له عال:((أيها الناس؛ هل أبلغتكم ما في هذا الكتاب؟)).
قالوا: اللهم نعم.
قال:((اللهم اشهد وكفى بك شهيدا)).
ثم رفع صوته فقال:((هل أقيلكم؟!)).
فقالوا: نعوذ بالله ثم بك يا رسول الله من أنت تقيلنا أو نستقيلك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((اللهم اشهد أني قد جعلت عليا علما يعرف به حزبك عند الفرقة هاديا علي)).
وبتمام النعمة كان تمام الإسلام كما قال تعالى :{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}(المائدة/3).
وهكذا نرى أن الله عز وجل قد بين للأمة الإسلامية طريق الاعتصام بحبله بدءا بإقرار وحدانيته وبرسالة نبيئه وبوصيه أمير المؤمنين عليه السلام كما قال تعالى :{إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}(المائدة/55).
مخ ۹
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:((أيها الناس! لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار، وصليتم حتى تكونوا كالحنايا ولقيتم الله بغير ولاية علي بن أبي طالب لكبكم الله في النار على وجوهكم)). وقال صلى الله عليه وآله وسلم:((لولا أنت يا علي لما عرف المؤمنون بعدي)).
ثم بين الله تعالى - أيضا - للأمة الإسلامية أيضا طريق الاعتصام بحبله من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه عليه السلام، حيث قال:{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبر نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
هذا ونقتصر بهذا القدر من إيراد الآيات القرآنية، والنصوصو النبوية الدالة على إثبات الولاية في الوصي وأهل البيت عليهم السلام.
وقد كنت أعددت بحثا جمعت فيه آراء وأقوال أئمة الزيدية في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام بالوصية بالنص الجلي الصريح في إمامته، وإمامة أهل البيت عليهم السلام، كالإمام الأعظم زيد بن علي، والإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، والإمام عبد الله بن حمزة، والإمام يحيى بن حمزة.. صلوات الله عليه أجمعين، فاقتصرت على بحث واحد من مجموع كتب أئمة الزيدية عليهم السلام فكان وقوفي على هذا الكتاب (الكامل المنير) واختياري له موفقا لتحقيقه؛ إذ أن مؤلفه نجم آل الرسول وترجمان الدين الإمام القاسم بن إبراهيم -صلوات الله عليه- والذي يعد من أكابر أعلام المذهب الزيدي، معلوم فضله وزهده وعلمه وجهاده، لا يجهله إلا جاحد معاند، كما أن مصادره العملية تعد أيضا من أهم مراجع الزيدية وأوثقها.
مخ ۱۰
ولم يكن تحقيقي لكتاب ((الكامل المنير)) تلبية طلب الشيخ محمد باقر الأنصاري، والنزول عند رغبته فحسب؛ وإنما كان الدافع الأكبر إلى التحقيق هو: درء الفتن، ونوازل المحن، حيث قد كثرت الحركات الفكرية، وتكثف القيل والقال تجاه المذهب الزيدي وأئمته عليهم السلام، ليس اعتراضا أو مجادلة؛ (بل) ليس تفسيق ولا تكفير لهذا المذهب وقادته من مذهب معارض كما هو معروف ومألوف بين كافة المذاهب المتصارعة فكريا؛ وإنما حركة من طراز أعد على منوال جديد تتحدد فيه عناصر البغض والتفرقة، وإثارة الفتن والاختلاف في أوساط أهله وممن تشيع أو تقلد به؛ حتى صار الأمر من تلك النازلة الوالد لولده مبغضا، والأخ لأخيه مكفرا، والقوم فيما بنيهم من أتباعه متكارهين متحاسدين متباغضين.
وهذه نازلة وفتنة أثارت عراك الفكر الشديد بين علماء ومؤلفي ومحققي أبناء هذا العصر تجاه المذهب الزيدي خاصة ممن يعتنقه، فهذا عالم مفتي، وهذا مؤلف مبدع، وذلك محقق مخترع.
والزيدية فرقة من فرق الإسلام الحنيف، والفرقة طائفة تربطهم عقيدة واحدة، والعقيدة لا تكون إلا في الدلائل الأصولية القطعية، الضرورية الإستلالية لا الظنية؛ لأن الدلائل الظنية محتملة للشك واليقين، ولا يمكن الجزم والقطع بها.
مخ ۱۱
وأشف ما جاء في تعريف الزيدية هو ما ذكره القاضي العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال في مقدمة مطالع البدور ومجمع البحور ، قال :((والتحقيق أن الزيدية منسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب وسبطيه وأمهما لإجماعهم أن الحق معهم، وإن انتسبوا إلى زيد بن علي فما ذاك إلا أنها وقعت فترة بعد قتل الحسين بن علي عليه السلام كادت تنسي أشهر صفات أهل البيت وهي الجهاد في سبيل الله لإظهار الحق ومحو الظلم ، فقام زيد بن علي بسنة آبائه في إنكاره لأعمال هشام بن عبد الملك وخروجه عليه فانتسب من وراءه إليه لهذه الخصيصة فلولا هذا لكان انتساب هذه الفرقة إلى الإمام علي أنسب))(1) اه .
والزيدية هم أمة من شيعة أهل البيت ، جاهدوا مع الإمام زيد بن علي وكانوا على دينه في القول بتوحيد الله ، وعدله ، وتقديم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الإمامة على غيره(2).
وأصول الزيدية كما يقول الإمام المرتضى: يدمغ مذهبهم تفضيل علي عليه السلام، وأولويته بالإمامة، وقصرها في البطنين، واستحقاقها بالفضل والطلب، لا بالوراثة ووجوب الخروج على الجائرين، والقول بالتوحيد، والعدل، والوعد، والوعيد(3).
فإذا ما تدارسنا هذه الأصول في المذاهب الإسلامية كافة نجدهم يقرون بتوحيد الله وعدله، والإيمان بوعده بالجنة ووعيده بالنار، وبرسالة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن سبقه من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام جميعا مع تفاوت كبير في تفسيرهم لها، خلا الإمامة فإن الأمة الإسلامية لم تتصارع حتى بحد السيف مثل ما تصارعت على باقي الأصول.
مخ ۱۲
فالزيدية تدين بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه خير هذه الأمة بعد نبيها عليه وآله السلام؛ لطاعته لربه، وبذله لمهجته واستغراقه لقوته في طاعة الله ورسوله عليه السلام، وقرب قرابته من رسول الرحمن، وعلمه بما أنزل الله من القرآن، وزهده في هذه الدنيا، ولأقوال رسول الله صلى الله عليه وآله المشهورة المعلومة فيه يوم غدير خم :((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره))، ولقوله:((علي مني بمنزلة هارون من موسى؛ إلا أنه لا نبي بعدي))، ((وأنت قاضي ديني ومنجز وعدي))، مع ما قد خصه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من علم ما يكون من أمته من الأحداث والفتن، وما كان علي ينادي به من قصه المرادي الذي قتله، وغير ذلك من الفرقة القاسطة والناكثة والمارقة، مع إجماع أمتنا على أن خلال الخير كلها كانت مجتمعة فيه، مفترقة في غيره، وذلك أنهم أجمعوا أنه كان أحد السابقين، وأحد العلماء، وأحد الزهاد، وأحد الباذلين نفسه، ولم يجمعوا على أن هذه الخصال اجتمعت في غيره، فتبين فضله عليهم.
ثم كان ابن عم محمد عليه وآله السلام، وأبا السبطين الحسن والحسين، وزوج فاطمة صلى الله عليهم أجمعين، وقد أجمعوا أن عليا صلى الله عليه كان يصلح للخلافة موضعا لها يوم قبض نبيه عليه وآله السلام، واختلفوا في غيره؛ فالحق ما أجمعوا عليه، والباطل ما اختلفوا فيه.
هذا؛ ومسألة الإمامة مترتبة على أمور كثيرة تتداخلها مسألة مهمة هي الولاء والبراء.
والولاء : فهو موالاة ومودة أهل الحق ومحبتهم ومتابعتهم الذين أمر الله باتباعهم وموالاتهم ومودتهم.
والبراء : هو معاداة أهل الظلم والباطل ومن تابعهم، والتنزه عنهم.
مخ ۱۳
والولاء والبراء لا يكونان مجتمعان في قلب إنسان في وقت واحد معا، أي أن الحب والبغض لشخص ما لا يكون ذلك، قال تعالى :{ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}(الأحزاب/4).
ولأن الولاء والبراء هو الفاصل في مسألة الإمامة فإنه بالإمكان معرفة شخص ما موالي كان أو معادي، متبعا لمذهب ما أو مخالف. لأن الموالاة والمعادة ينشأ منهما الحب والبغض.
والبغض هو : الحسد والكراهية، والكراهية والحسد يؤديان إلى الاختلاف والفرقة والتنازع.
فبالاختلاف تنشأ المنازعات وعدم الاعتصام والتقيد برأي ما.
فمن خلال هذا التحليل عرفنا أن مسألة الإمامة وما يترتب عليها من الولاء والبراء هي مصدر ومنشأ الاختلاف في الآراء والأفكار بين المذاهب الإسلامية كافة.
هذا الأمر الذي جعلني أجوب وأبحث عن موضوعاته وتحليل نتائجه من خلال دراستي لأراء وأقوال أئمة الزيدية كالإمام علي بن أبي طالب، والإمام القاسم بن إبراهيم، والهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، والإمام عبد الله بن حمزة، والإمام يحيى بن حمزة، والإمام القاسم بن محمد عليه السلام، وغيرهم من باقي أئمة المذهب الزيدي، فكان حظي موفقا - بحمد الله - أن وقفت على كتاب من جملة مصنفات ومراجع الزيدية، وهو كتاب (الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام-) وهو هذا الذي بين يديك، يتكون من أربعة أجزاء، تأليف الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
موضوع الكتاب:
وهذا الكتاب حوار يدور بين مذهب الشيعة ومذهب الخوارج ومبدأهم في اختيار الإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن مبدأ الخوراج: يجيزون الإمامة الناس كلهم، ما صلحوا بأنفسهم، وكانوا عالمين بكتاب الله ربهم، وسنة نبيهم عليه وآله السلام. وقد وافقهم على ذلك المعتزلة.
مخ ۱۴
وأما الشيعة: فيجيزون الإمامة في آل محمد، وأنها محظورة على غيرهم.
وهناك أيضا فريق آخر: يجيز الإمامة في قريش، وأنهما محظورة على غيرهم. وهذا مذهب المرجئة، والعامة. غير أن هذا الكتاب تصدى للحوار بين مذهبي الشيعة والخوارج.
فإذا ذلك إجماع من الفرق كلها في آل محمد، وذلك أن من أجازها في قريش فقد أجازها في آل محمد؛ إذ كانوا خير قريش وأوسطهم دارا.
فأما المعتزلة والخوراج فشهادتهم ساقطة إذ ادعوها لأنفسهم، وفي السنة أن لا تجاز شهادة الجار إلى نفسه.
فجميع هذه الفرق قد أقرت للشيعة بجواز هذا الأمر في آل محمد، وأنكرت الشيعة أن تكون جائزة في غيرهم، فالحق ما أجمعوا عليه، والباطل ما اختلفوا فيه.
وأجمعت الأمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما)). وقال:((إمامان قاما أو قعدا))(1). وأجمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:((إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي؛ إن اللطيف الخبير نبأين أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض)). فكما لا يجوز ترك التمسك بالكتاب، كذلك لا يجوز ترك التمسك بالعترة؛ لأن الكتاب يدل على العترة، والعترة تدل على الكتاب، ولا يقوم واحد منهما إلا بصاحبه. وقال عليه وآله السلام:((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى))، مع ما جاء فيهم، وفي أبيهم، من تواتر الأخبار، وتظاهرها عليهم صلوات الله ورحمته وبركاته.
في ذكر الشيعة والخوارج:
والشيعة إحدى فرق المسلمين، وأكثرها عددا بعد جمهور أهل السنة، يجمع فرق الشيعة ويميزها في نفس الوقت عن أهل السنة أن عليا أحق بالإمامة والخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
نشأة التشيع:
مخ ۱۵
وقد ذهب كثير من علماء ومفكري وكتاب السير والتاريخ إلى أن التشيع نشأ عقب وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، باعتقادهم أن الاختلاف في الإمامة هو أول خلاف وقع بين المسلمين فيمن من يتولى الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقع في حادثة السقيفة التي ظهرت فيها وجهات نظر الأنصار، بأن الله خصهم بالفضيلة والكرامة فرزقهم الإيمان حتى استقام الأمر لرسول الله بأسياف الأنصار، وقد عبر عن هذه الوجهة من النظر سعد بن عبادة زعيم الخزرج من الأنصار.
ووجهة نظر المهاجرين، بأنهم أوسط العرب نسبا، ولن تدين قبائل العرب إلا لقريش كما دانت لهم في الجاهلية، فالخلافة في قريش. وقد عبر عن هذا الرأي أبو بكر الصديق.
ووجهة نظر بني هاشم إذ احتجوا على المهاجرين والأنصار بالقربى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبنو هاشم أدنى الناس قرابة، فلا ينبغي لسلطان محمد أن يخرج من داره ما دام فيهم القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد عبر عن هذه الوجهة علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد وافقه عليها العباس بن عبد المطلب، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي، وأبو ذكر الغفاري، وعمار بن ياسر، والبراء بن عازب.. وكثير من الصحابة.
وإذا ما تصفحنا كتب التاريخ والحديث نجد أن مرحلة بدء التشيع هي ناشئة من عمق الدين الإسلامي لا من اختلاف آراء وأقوال الصحابة عقب وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما هو واضح من أوامر الله تعالى في كتابه الكريم حيث يقول:{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا..}.
وكما هو مبين في أفعال وأقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال:((هذا وليكم من بعدي؛ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)).
مخ ۱۶
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم :((لأعطين الراية غدا رجلا كرارا غير فرار يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه)). فوجه بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ففتح الله على يديه، وأعز نبيه والإسلام.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم :((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما))(1).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:((أيها الناس! لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار، وصليتم حتى تكونوا كالحنايا ولقيتم الله بغير ولاية علي بن أبي طالب لكبكم الله في نار جهنم)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:((لولا أنت يا علي لما عرف المؤمنون بعدي)).
إدراج القول بأن الإمام علي جعل علما يعرف به المؤمنون على لسان الصحابة من كتاب معالم المدرستين.
ذكر فضل الشيعة من أقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، [فضائل الخمسة، المنتخب في فضائل النبي وأهل بيته عليهم السلام]
فمن خلال أي القرآن الكريم وأحاديث وآثار السنة النبوية نرى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول من تشيع في حب علي عليه السلام، كما وأن علي (صلوات الله عليه) جعله الله ورسوله علما يعرف به المؤمنون من بعده وشهدا للعبد بالإيمان لمن أحبه واتبعه، والهلكة لمن بغضه وخالفه وذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((يا علي؛ لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)) ...
عود إلى ذكر الشيعة وفرقها:
مخ ۱۷
والشيعة طائفة إسلامية تمثل مع الخوارج جانب المعارضة لنظام الحكم في تاريخ الإسلام، ويجعل كتاب الفرق من الشيعة فرقا كثيرة تزيد على العشرين، وفضلا عما في هذا التقسيم من تعسف(1) فإن أهمهما وأبقاها إلى يوم الناس هذا ثلاث: الزيدية، والاثنا عشرية (الإمامية)، والإسماعيلية.
وتنتسب الزيدية إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين، كما تنسب الاثنا عشرية إلى سلسلة اثني عشر إماما بدءا بعلي وانتهاء بمحمد بن الحسن العسكري أو المهدي المنتظر، أما الإسماعيلية فتنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق.
والاختلاف بين هذه الفرق الثلاث له وجهان:
وجه ظاهري يتصل باختلافهم في تحديد أشخاص الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بالأحرى بعد الحسين بن علي عليهما السلام.
ووجه حقيقي يتصل بأسلوب المعارضة السياسية للنظام القائم.
أما الزيدية فقد ساقت الإمامة إلى كل فاطمي عالم شجاع خرج بالسيف؛ إذ الدعوة والخروج أهم مبدأ لدى الزيدية، سواء أكان الإمام الخارج حسنا أم حسينيا.
وأما الاثنا عشرية فقد ساقت الإمامة في ذرية الحسين فقط ممن آثر التقية بدءا بعلي بن زين العابدين وانتهاء بالإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري المعتبر عندهم المهدي المنتظر.
وأما الإسماعيلية فقد ساقت الإمامة بعد جعفر الصادق -الإمام السادس في سلسلة الأئمة لدى الإمامية- إلى ابنه الأكبر إسماعيل، ومع ما أشيع من أنه مات في حياة أبيه؛ إلا أن الإمامة لدى الإسماعيلية من الآباء إلى الأبناء، فمن جعفر الصادق إلى ابنه إسماعيل ثم إلى محمد بن إسماعيل، بينما ساقت الإثنا عشرية الإمام بعد جعفر الصادق إلى ابنه الرابع موسى الكاظم، ثم في ذرية الأخير حتى الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري.
هذا وتتفق فرق الشيعة جميعا على إمامة الثلاثة: علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين عليهم السلام، بالنص الجلي الصريح.
مخ ۱۸
وتتفق الاثنا عشرية والإسماعيلية على تكريس الإمامة في ذرية الحسين دون الحسن، بينما تجعلها الزيدية في ذرية السبطين دون تمييز بشرط الخروج.
هذا هو ظاهر الخلافة أو الاختلاف بين الفرق الشيعية الثلاث. وأما حقيقته فيرجع إلى اختلافهم في أسلوب مبدأ الحكم (الإمامة)، نتيجة للصراعات والحروب القائمة تجاه ذرية الرسول وآل بيته كما تبينه معالم السير والتاريخ، والتي نوجز منها باختصار مبدأ هذه الفرق الثلاث.
فالزيدية قد تبنت مبدأ ((الدعوة والخروج))، والتي جعلت منهما مبدأ أساسيا لآرائها، إنها المعارضة المتمثلة في سلاح السيف. وقد آثرت الخروج على السكوت؛ لأن السكوت يعني مزيدا من طغيان الحكم ومزيدا من الدم المسفوك من ذرية الرسول وآل بيته عليهم السلام، فضلا عن ذل وهوان يلاحقان ذرية النبي؛ إذ لن يقنع الظالمون منهم بالسكوت وإنما الملاحقة والاتهام علوا واستكبارا في الأرض.
والاثنا عشرية قد تبنت مبدأ الإمامة الروحية، وجعلت من ((التقية)) مبدأ أساسها لمعتقداتها، إنها المعارضة المتمثلة في سلاح الكلمة. ولا شك أن ((الكلمة)) - أو الأيديولوجية بالتعبير الحديث - أبعد غورا وأعمق أثرا في المعارضة من ((الخروج)) ولكنها أبطأ أثرا من تقويض الحكم.
والإسماعيلية فقد تبنت مبدأ الإمامة الباطنية القائمة على القول:((لكل ظاهر باطن)) هادفة بذاك إخفاء مقاصدها، إنها المعارضة المتمثلة في سلاح الحركات السرية.
ومن ثم كانت الزيدية أكثر علانية وصراحة، بينما كانت الاثنا عشرية أكثرها توجسا وارتيابا في المخالفين، كما كانت الإسماعيلية أكثرها غموضا والتواء.
التشيع رد فعل لآراء الخوارج:
مخ ۱۹
وإذا كان التشيع ليس مجرد نصرة مع حياته؛ وإنما هو مذهب عقائدي، فقد جاءت هذه العقائد رد فعل لآراء الخوارج، ذلك أن الخوارج هم أول من أثاروا مشكلة الإمامة على مستوى المبادئ لا الأشخاص، فقد انشقوا على علي عليه السلام عن عقيدة اعتنقوها، لقد أعلنوا أن (لا حكم إلا لله) حيث اتهموا عليا أنه حكم هواه في التحكيم فأعلن الشيعة عصمة الإمام ووجوب موالاته، لقد كفره الخوارج ونزهته الشيعة، لقد أعلن الخوارج أن الإمامة غير مقتصرة على قريش أو على العرب بينما أعلن الشيعة النص على علي عليه السلام وعلى الإمامة في ذريته، أقاموا مبدأ (الوصية بالنص الإلهية) في مقابل النظرية الجمهورية في الحكم التي أعلنها الخوارج لأول مرة في تاريخ الإسلام.
وإذا تجاوزنا شخص الإمام إلى مفهوم الإمامة لدى كل فريق فسنجد أن الخوارج (أهل السنة) يرون أن خليفة رسول الله إنما يخلفه في سلطته الزمنية دون الروحية مع اعتبار تعذر الفصل التام بين السلطتين في الفكر الإسلامي.
في أول خطبة لأبي بكر بعد مبايعته خليفة صرح بأن لا يطلب الناس منه ما كانوا يطلبونه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي عصمه الله بالوحي وأيده به، وإنما هو يخطئ ويصيب وعليهم إن أخطأ أن يقوموه.
أما الشيعة فيؤمنون أن الإمامة إرث الأنبياء، وأن الإمام بمنزلة النبي في كل شيء باستثناء الوحي والكتاب.
وانعكس الخلاف حول مفهوم الخلافة أو الإمامة على تقييم سلطة الرسول السياسية، هل كانت أحكامه السياسية عن وحي يوحى أم كانت أحكامه اجتهادية؟.
مخ ۲۰