وتتفق الاثنا عشرية والإسماعيلية على تكريس الإمامة في ذرية الحسين دون الحسن، بينما تجعلها الزيدية في ذرية السبطين دون تمييز بشرط الخروج.
هذا هو ظاهر الخلافة أو الاختلاف بين الفرق الشيعية الثلاث. وأما حقيقته فيرجع إلى اختلافهم في أسلوب مبدأ الحكم (الإمامة)، نتيجة للصراعات والحروب القائمة تجاه ذرية الرسول وآل بيته كما تبينه معالم السير والتاريخ، والتي نوجز منها باختصار مبدأ هذه الفرق الثلاث.
فالزيدية قد تبنت مبدأ ((الدعوة والخروج))، والتي جعلت منهما مبدأ أساسيا لآرائها، إنها المعارضة المتمثلة في سلاح السيف. وقد آثرت الخروج على السكوت؛ لأن السكوت يعني مزيدا من طغيان الحكم ومزيدا من الدم المسفوك من ذرية الرسول وآل بيته عليهم السلام، فضلا عن ذل وهوان يلاحقان ذرية النبي؛ إذ لن يقنع الظالمون منهم بالسكوت وإنما الملاحقة والاتهام علوا واستكبارا في الأرض.
والاثنا عشرية قد تبنت مبدأ الإمامة الروحية، وجعلت من ((التقية)) مبدأ أساسها لمعتقداتها، إنها المعارضة المتمثلة في سلاح الكلمة. ولا شك أن ((الكلمة)) - أو الأيديولوجية بالتعبير الحديث - أبعد غورا وأعمق أثرا في المعارضة من ((الخروج)) ولكنها أبطأ أثرا من تقويض الحكم.
والإسماعيلية فقد تبنت مبدأ الإمامة الباطنية القائمة على القول:((لكل ظاهر باطن)) هادفة بذاك إخفاء مقاصدها، إنها المعارضة المتمثلة في سلاح الحركات السرية.
ومن ثم كانت الزيدية أكثر علانية وصراحة، بينما كانت الاثنا عشرية أكثرها توجسا وارتيابا في المخالفين، كما كانت الإسماعيلية أكثرها غموضا والتواء.
التشيع رد فعل لآراء الخوارج:
مخ ۱۹