والشيعة طائفة إسلامية تمثل مع الخوارج جانب المعارضة لنظام الحكم في تاريخ الإسلام، ويجعل كتاب الفرق من الشيعة فرقا كثيرة تزيد على العشرين، وفضلا عما في هذا التقسيم من تعسف(1) فإن أهمهما وأبقاها إلى يوم الناس هذا ثلاث: الزيدية، والاثنا عشرية (الإمامية)، والإسماعيلية.
وتنتسب الزيدية إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين، كما تنسب الاثنا عشرية إلى سلسلة اثني عشر إماما بدءا بعلي وانتهاء بمحمد بن الحسن العسكري أو المهدي المنتظر، أما الإسماعيلية فتنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق.
والاختلاف بين هذه الفرق الثلاث له وجهان:
وجه ظاهري يتصل باختلافهم في تحديد أشخاص الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بالأحرى بعد الحسين بن علي عليهما السلام.
ووجه حقيقي يتصل بأسلوب المعارضة السياسية للنظام القائم.
أما الزيدية فقد ساقت الإمامة إلى كل فاطمي عالم شجاع خرج بالسيف؛ إذ الدعوة والخروج أهم مبدأ لدى الزيدية، سواء أكان الإمام الخارج حسنا أم حسينيا.
وأما الاثنا عشرية فقد ساقت الإمامة في ذرية الحسين فقط ممن آثر التقية بدءا بعلي بن زين العابدين وانتهاء بالإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري المعتبر عندهم المهدي المنتظر.
وأما الإسماعيلية فقد ساقت الإمامة بعد جعفر الصادق -الإمام السادس في سلسلة الأئمة لدى الإمامية- إلى ابنه الأكبر إسماعيل، ومع ما أشيع من أنه مات في حياة أبيه؛ إلا أن الإمامة لدى الإسماعيلية من الآباء إلى الأبناء، فمن جعفر الصادق إلى ابنه إسماعيل ثم إلى محمد بن إسماعيل، بينما ساقت الإثنا عشرية الإمام بعد جعفر الصادق إلى ابنه الرابع موسى الكاظم، ثم في ذرية الأخير حتى الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري.
هذا وتتفق فرق الشيعة جميعا على إمامة الثلاثة: علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين عليهم السلام، بالنص الجلي الصريح.
مخ ۱۸