فالزيدية تدين بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه خير هذه الأمة بعد نبيها عليه وآله السلام؛ لطاعته لربه، وبذله لمهجته واستغراقه لقوته في طاعة الله ورسوله عليه السلام، وقرب قرابته من رسول الرحمن، وعلمه بما أنزل الله من القرآن، وزهده في هذه الدنيا، ولأقوال رسول الله صلى الله عليه وآله المشهورة المعلومة فيه يوم غدير خم :((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره))، ولقوله:((علي مني بمنزلة هارون من موسى؛ إلا أنه لا نبي بعدي))، ((وأنت قاضي ديني ومنجز وعدي))، مع ما قد خصه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من علم ما يكون من أمته من الأحداث والفتن، وما كان علي ينادي به من قصه المرادي الذي قتله، وغير ذلك من الفرقة القاسطة والناكثة والمارقة، مع إجماع أمتنا على أن خلال الخير كلها كانت مجتمعة فيه، مفترقة في غيره، وذلك أنهم أجمعوا أنه كان أحد السابقين، وأحد العلماء، وأحد الزهاد، وأحد الباذلين نفسه، ولم يجمعوا على أن هذه الخصال اجتمعت في غيره، فتبين فضله عليهم.
ثم كان ابن عم محمد عليه وآله السلام، وأبا السبطين الحسن والحسين، وزوج فاطمة صلى الله عليهم أجمعين، وقد أجمعوا أن عليا صلى الله عليه كان يصلح للخلافة موضعا لها يوم قبض نبيه عليه وآله السلام، واختلفوا في غيره؛ فالحق ما أجمعوا عليه، والباطل ما اختلفوا فيه.
هذا؛ ومسألة الإمامة مترتبة على أمور كثيرة تتداخلها مسألة مهمة هي الولاء والبراء.
والولاء : فهو موالاة ومودة أهل الحق ومحبتهم ومتابعتهم الذين أمر الله باتباعهم وموالاتهم ومودتهم.
والبراء : هو معاداة أهل الظلم والباطل ومن تابعهم، والتنزه عنهم.
مخ ۱۳