والولاء والبراء لا يكونان مجتمعان في قلب إنسان في وقت واحد معا، أي أن الحب والبغض لشخص ما لا يكون ذلك، قال تعالى :{ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}(الأحزاب/4).
ولأن الولاء والبراء هو الفاصل في مسألة الإمامة فإنه بالإمكان معرفة شخص ما موالي كان أو معادي، متبعا لمذهب ما أو مخالف. لأن الموالاة والمعادة ينشأ منهما الحب والبغض.
والبغض هو : الحسد والكراهية، والكراهية والحسد يؤديان إلى الاختلاف والفرقة والتنازع.
فبالاختلاف تنشأ المنازعات وعدم الاعتصام والتقيد برأي ما.
فمن خلال هذا التحليل عرفنا أن مسألة الإمامة وما يترتب عليها من الولاء والبراء هي مصدر ومنشأ الاختلاف في الآراء والأفكار بين المذاهب الإسلامية كافة.
هذا الأمر الذي جعلني أجوب وأبحث عن موضوعاته وتحليل نتائجه من خلال دراستي لأراء وأقوال أئمة الزيدية كالإمام علي بن أبي طالب، والإمام القاسم بن إبراهيم، والهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، والإمام عبد الله بن حمزة، والإمام يحيى بن حمزة، والإمام القاسم بن محمد عليه السلام، وغيرهم من باقي أئمة المذهب الزيدي، فكان حظي موفقا - بحمد الله - أن وقفت على كتاب من جملة مصنفات ومراجع الزيدية، وهو كتاب (الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام-) وهو هذا الذي بين يديك، يتكون من أربعة أجزاء، تأليف الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
موضوع الكتاب:
وهذا الكتاب حوار يدور بين مذهب الشيعة ومذهب الخوارج ومبدأهم في اختيار الإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن مبدأ الخوراج: يجيزون الإمامة الناس كلهم، ما صلحوا بأنفسهم، وكانوا عالمين بكتاب الله ربهم، وسنة نبيهم عليه وآله السلام. وقد وافقهم على ذلك المعتزلة.
مخ ۱۴