وأشف ما جاء في تعريف الزيدية هو ما ذكره القاضي العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال في مقدمة مطالع البدور ومجمع البحور ، قال :((والتحقيق أن الزيدية منسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب وسبطيه وأمهما لإجماعهم أن الحق معهم، وإن انتسبوا إلى زيد بن علي فما ذاك إلا أنها وقعت فترة بعد قتل الحسين بن علي عليه السلام كادت تنسي أشهر صفات أهل البيت وهي الجهاد في سبيل الله لإظهار الحق ومحو الظلم ، فقام زيد بن علي بسنة آبائه في إنكاره لأعمال هشام بن عبد الملك وخروجه عليه فانتسب من وراءه إليه لهذه الخصيصة فلولا هذا لكان انتساب هذه الفرقة إلى الإمام علي أنسب))(1) اه .
والزيدية هم أمة من شيعة أهل البيت ، جاهدوا مع الإمام زيد بن علي وكانوا على دينه في القول بتوحيد الله ، وعدله ، وتقديم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الإمامة على غيره(2).
وأصول الزيدية كما يقول الإمام المرتضى: يدمغ مذهبهم تفضيل علي عليه السلام، وأولويته بالإمامة، وقصرها في البطنين، واستحقاقها بالفضل والطلب، لا بالوراثة ووجوب الخروج على الجائرين، والقول بالتوحيد، والعدل، والوعد، والوعيد(3).
فإذا ما تدارسنا هذه الأصول في المذاهب الإسلامية كافة نجدهم يقرون بتوحيد الله وعدله، والإيمان بوعده بالجنة ووعيده بالنار، وبرسالة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن سبقه من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام جميعا مع تفاوت كبير في تفسيرهم لها، خلا الإمامة فإن الأمة الإسلامية لم تتصارع حتى بحد السيف مثل ما تصارعت على باقي الأصول.
مخ ۱۲