ولم يكن تحقيقي لكتاب ((الكامل المنير)) تلبية طلب الشيخ محمد باقر الأنصاري، والنزول عند رغبته فحسب؛ وإنما كان الدافع الأكبر إلى التحقيق هو: درء الفتن، ونوازل المحن، حيث قد كثرت الحركات الفكرية، وتكثف القيل والقال تجاه المذهب الزيدي وأئمته عليهم السلام، ليس اعتراضا أو مجادلة؛ (بل) ليس تفسيق ولا تكفير لهذا المذهب وقادته من مذهب معارض كما هو معروف ومألوف بين كافة المذاهب المتصارعة فكريا؛ وإنما حركة من طراز أعد على منوال جديد تتحدد فيه عناصر البغض والتفرقة، وإثارة الفتن والاختلاف في أوساط أهله وممن تشيع أو تقلد به؛ حتى صار الأمر من تلك النازلة الوالد لولده مبغضا، والأخ لأخيه مكفرا، والقوم فيما بنيهم من أتباعه متكارهين متحاسدين متباغضين.
وهذه نازلة وفتنة أثارت عراك الفكر الشديد بين علماء ومؤلفي ومحققي أبناء هذا العصر تجاه المذهب الزيدي خاصة ممن يعتنقه، فهذا عالم مفتي، وهذا مؤلف مبدع، وذلك محقق مخترع.
والزيدية فرقة من فرق الإسلام الحنيف، والفرقة طائفة تربطهم عقيدة واحدة، والعقيدة لا تكون إلا في الدلائل الأصولية القطعية، الضرورية الإستلالية لا الظنية؛ لأن الدلائل الظنية محتملة للشك واليقين، ولا يمكن الجزم والقطع بها.
مخ ۱۱