فإنى قد رأيت أن الأجود أن اقتص قوله بلفظه، ثم أفسره، وأشرحه.
وهذا قوله بلفظه:
وأما أنا فأقول إنه لو كان الإنسان شيئا واحدا لما كان يألم أصلا. وذلك أنه لو كان شيئا واحد، لما كان بالذى يوجد شىء يؤلمه.
وأنا أقول إن أبقراط فى هذا القول قد قصد لملاك الأمر فى البرهان على أنه لا يمكن أن يكون الاسقطس فى صورته وقوته واحدا، فوصفه بأبلغ قول وأحسنه وأوجزه.
وإنما قصد قصد إبطال ما يدعى من أمر الاسطقس الواحد فى الصورة، والقوة، وترك ذكر ما ادعى فى الاسطقس الذى هو واحد فى العدد.
لأن القول بأن الموجود كله واحد فى العدد قول فى غاية الشناعة، والقبح، ولا يقول به إلا من لا يعنى بشىء مما يظهر حسا. وذلك من أمره بين، واضح.
وأما القول بأن جميع الأشياء الموجودة شىء واحد فى الصورة، والقوة، فقد يجد القائل السبيل إلى القول به، كما قال بذلك أفيقورس، وديمقراطيس فيما أدعياه من الأجزاء التى لا تتجزأ.
مخ ۱۴