وقد يجوز أن نوافق من قال إن هذه المحسوسة هى اسطقسات فى ظاهر الأمر، فأما من قال: إنها بالحقيقة اسطقسات، فليس يجوز أن نوافقه. وذلك أن الاسطقس بالحقيقة ليس هو الجزء الذى يخيل إليك فى ظاهر أمره أنه بسيط، مفرد، أول، لكنه الجزء الذى هو فى الطبع كذلك.
وذلك أتا إن قلنا: إن الاسطقس فى الطبع إنما هو الجزء الذى يظهر لكل واحد أنه أقل الأجزاء، وأبسطها، كانت الاسطقسات فيما يظهر للعقبان وللرجل المشهور بحدة البصر المسمى لنخوس، ولغيرهما من الذى هو فى غاية حدة البصر من الناس، أو من الحيوان الذى لا نطق له غير الاسطقسات فيما يظهر لكل واحد منا. فليس ينبغى إذا أن نقصد لطلب هذه، لكن ينبغى أن يكون قصدنا الاستقصات التى هى فى الطبع أولية، مفردة، لا يمكن فيها أن تتجزأ إلى غيرها، متى أردنا أن نظفر من طبيعة الإنسان، أو من غيره من سائر الموجودات بمعرفة حقيقية، ثابتة.
[chapter 2: I 2]
فقد ينبغى أن ننظر كيف السبيل إلى استخراج ذلك ووجوده.
مخ ۱۲