ومن ذلك أنك إن آثرت أن تأخذ زنجارا، وتوتيا، ومرتكا، وزاجا، فتسحقها جميعا سحقا ناعما حتى تصير كالغبار، ثم تروم اختبارها بحسك، ظننت أنها كلها شىء واحد.
وإن أنت لم تقتصر على هذه الأربعة حتى تخلط معها ما هو أكثر بكثير على هذا المثال الذى وصفت، خيل إليك أن هذه أيضا شىء واحد، على أنها ليست بشىء واحد.
ولذلك لما قصد أبقراط البحث عن استقصات طبيعة الإنسان، استهان بالاسطقسات التى هى أبسط الاسطقسات وأقدمها عند الحس، وبحث عن الاسطقسات التى هى بالحقيقة، والطبع أولية، بسيطة.
وذلك أن منفعة المعرفة بهذه ليست بدون منفعة المعرفة بالاسطقسات التى هى فى الحس أولية، بسيطة، كما سأبين فى كتاب غير هذا.
مخ ۱۱