وقد ينتج مما بين هذه المقدمة وبين المقدمة الأخرى التى وضعها على طريق التسليم أن الأسطقس ليس هو واحدا حتى يصير القول كله مؤلفا على هذا المقال:
إن كان الإنسان — وهو شىء واحد — يألم، فإن طريق شفائه تصير طريقا واحدة. وليس طريق شفائه بطريق واحدة، فليس إذا الإنسان — وهو شىء واحد — يألم.
فليست بنا بعد هذا حاجة إلى البحث عما قاله بقراط فى أول كتابه، ولا إلى أن نتأوله بخلاف ما تأولناه فى هذا الموضع. إذ قد علمنا مقالة الرجل كلها، ووقفنا عليها وقوفا بينا.
لكن إذا وجدناه يقول هذا القول:
أما من قد اعتاد أن يسمع من الكلام فى طبيعة الإنسان شيئا خارجا مما يليق من الكلام فيها بالطب، فليس يوافقه سماع هذا الكلام. وذلك أنى لا أقول إن الإنسان فى جملته من هواء، ولا من نار، ولا من ماء، ولا من أرض، ولا من شىء غير ذلك أصلا مما ليس يظهر مفردا فى الإنسان.
مخ ۴۳