فالأصل إذا الذى أصل: وهو أن الاسطقس واحد، باطل.
ومما يظهر عيانا أن الشىء الذى يكون به الشفاء ليس هو شيئا واحدا: أنك تجد بعض الناس يكون شفاؤه بالسخونة، وتجد آخر يكون شفاؤه بالبرودة، وتجد آخر يكون شفاؤه بالترطيب، وتجد كثيرا من الناس يكون شفاؤهم بالتجفيف. وأنت وإن وجدت بعض الناس يكون شفاؤه بالأشياء القابضة، أو بالأشياء المرة، فليس تجد جميع الناس يكون شفاؤهم بذلك. لكنك قد تجد من يكون شفاؤه بالأشياء المالحة، أو بالأشياء الحلوة، وتجد بعض الناس يكون شفاؤه بما يعقل البطن، وتجد آخر يكون شفاؤه بما يطلقه. وتجد واحدا يكون شفاؤه بما يكثف، وآخر يكون شفاؤه بما يسخف.
وفى جملة القول: ليس يمكن أن يوجد طريق من الشفاء يكون، إلا وقد يوجد ضده يكون أيضا.
فقد بان صوابه فى قوله:
إن الشىء الذى يكون به الشفاء ليس هو شيئا واحدا.
مخ ۴۲